الاثنين، 21 ديسمبر 2009

رقصني يا بُوقلظ (مع الإعتذار لماما نجوى)

أيمن عبد الرسول
aymanarasol@gmail.com
بوقلظ شخصية محترمة تعلمنا منها الكثير ونحن صغاراً , وكان رضا ماما نجوى عنا أقصى أمانينا , لأننا كنا أطفالاً في جيلنا من طراز مؤدب يحترم الكبار على عشم – أو هكذا أوهمونا – أنهم يعرفون مصلحتنا , وبغض النظر عن اكتشافات المراهقة التي أكدت لنا أنهم لايعرفون مصلحتهم – أي الكبار- بدليل أنهم خلفونا وعلمونا كما تعلمو بمنطق الحمار والجزرة , وهو نفس المنطق الذي تربوا عليه , والكل يتخيل لامؤاخذة مثل الحمار أن الجزرة قريبة , ولكنه لا يمسك بها بينما هي معلقة على رأسه ومن المستحيل أن يأكلها المهم , بوقلظ الذي أتكلم عليه هنا هو القمص زكريا بوقلظ , ذلك الرجل العجوز الذي يقود سفينة الفتنة إلى حيث غرق الوطن فيها , من جانب مسيحي لم نسمع له صوت من زمن الكلام المدفوع مقدماً , حيث كان المدافع عن دين الآخر كالقابض على الجمر , والذي يتهمه الآخر – صاحب الدين المنتسبة إليه الأغلبية – بأنه ممالئ ومتعاون مع الأعداء , وربما دفع وحده ثمن دفاعه عن الآخر والآخر واقف يتفرج , أما لماذا أطلب – وكلي رجاء – من بوقلظ أن يرقصني فهذا رداً على إسم جمعية للتنصير- تصور – العلني – شوفت الهنا اللي انا فيه – أسمها حررني يا يسوع !!
أقامتها حسب الأخبار المعلنة – مع حسن الظن بالأخبار – الأخت التي حررها يسوع – من إيه مش عارف – كاترين الإمام مع الأخ الذي سبقها إلى حزب التحرير اليسوعي رحومة , وأظن أن الأخوان بوقلظ يعرفون جيداً بحكم علاقتهم بالقانون أنهم هكذا يلعبون بالنار و النار بطبيعتها تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله , وموقف كاتب السطور من حرية العقيدة لا يحتاج إلى استعراض ولا مزايدة عليه , لأنه علماني حتى النخاع يؤمن بالحياد , حياد الدولة غير المتحقق في مصر الغالية , وحياد المواطن تجاه أخيه المواطن , فلماذا يعترض المواطن – اللي هوا أنا- على التنصير العلني ويسخر من دعاته؟!
سؤال وجيه سأجيب عليه تطوعاً لا كُرهاً , الحياد العلماني ياسادة ضد اللعب بنار الفتنة على حساب الوطن , فلو أن الأخت التي غلبها بوقلظ بكلمتين على البال – وياما بال علينا منه- لامؤخذة توك وحولها إلى التنصير بعد التنوير لو كان يسوع حررها بشكل شخصي , ولم تحاول استفزاز الناس بتنصرها لبارك كاتب هذه السطور الأمر وكفى الوطن المواطنين شر الجدال – والجدال ليس كله شر بامناسبة- ولكن و لأنها لاتستطيع أن تعيش بدون صخب وتخبط على صفحات الصحف وتستلذ بشراسة الهجوم عليها منذ قضية التحرش التي دافعت فيها عن المتحرش بها نهى رشدي وبعد أن نالت الضحية حكم قضائي ضد المتحرش بها , أثارت كاترين – كان أسمها وقتها نجلاء- عاصفة حول جنسية الضحية , وبلغ بها التطرف في الخصومة مع موكلتها السابقة أن أجازت لشبابنا التحرش بالإسرأئيليات في الشوارع !!
أين كان مبدأ الأخت كاترين وقتها؟!
كان المبدأ إستغلال القضية للظهور بمظهر المختلفة الذي يجلب لها مزيد من الشهرة , ثم نامت القضية لأننا والشكر للذاكرة ننسى سريعاً مما أجبر الأخت كاترين – كان أسمها وقتها نجلاء برضه – على الخوض في معركة جديدة حسبناها ترجو بها وجه الوطن أو المواطن وقفنا بجوارها فيها وكتبنا مؤيدين عن مشروع قانون يقضي بمنع تعدد الزوجات , بل وزايد كاتب هذه السطور عليها وطالب بقانون مدني موحد للأحوال الشخصية وقال أن الطائفة الوحيدة التي ستقف ضد هذا القانون هي الأقباط لأن الزواج سر من أسرار الكنيسة , وربطت بين الترحيب القبطي بمشروع منع التعدد واستخدام الحياد العلماني لأغراض طائفية من قبل الأقباط , وقامت إحدى الصحف النافقة بتكفير المحامية الباحثة عن الشهرة , ولم يشعر بها أيضاً أحد , وينتج الفراغ منتجاته المرعبة في هذا الوطن , فتعلن في لحظة تجلي عن تأسيس حزب يضم كل المضطهدين إسمه ( مبارك شعبي مصر ) وهو جملة إنجيلية وتدعي أنها جمعت 700 توكيل لاتسل متى وكيف إنها إردة الرب !!
ولما لاتأتي الحملة بالصدى المطلوب , تعلن تنصرها كتطور طبيعي للحاجة إلى دور ,و تعلن للصديق ولي بالمناسبة , محمد الباز أنها حاولت السفر لأمريكا والأمن – المظلوم غالباً في تلك القضايا منعها – وسحب جواز سفرها , ثم نكتشف عن طريق حوارها مع الموقع الذي أقدره , وأحترمه (الأقباط متحدون) أنها لم تدل بحوارات لأي صحفي , وتتهم الصديق الباز بالكذب , لأنه كتب ضدها واصفاً نجلاء لاكاترين بأنها تكذب ولا تتجمل , وقد عارضت الصديق محمد في هذا المكان وقتها في تفسيره للمسألة الكاترينية الإمامية , وأرسلت لها رسالة نصها ( كل ما أتمناه لك أن يحقق إيمانك الذي اخترتيه , أحلامك في الذي تتمنيه) راعياً لحرية التنقل بين الأديان بحثاً عن الراحة والأمان !!
لكن أن يصل الأمر للسمسرة في الأديان بجمعية تنصير فهذا ينذر بالخطر الكثير , لأنه على غرار مافعله الإخوان بوقلظ من تنصير علني , فمن حق الإخوان بدري ( نسبة لشيخ قبيلة المكفراتية يوسف البدري, أو الإخوان أبو إسلام أحمد عبدالله ) تكوين جمعية علنية للتحويل من المسيحية إلى الإسلام أسمها مع محمد ذلك أفضل !! أو دخلني الجنة يا رسولنا , ولايهم الإسم الكارثة أن الجميع يصنع مجده الشخصي على حساب أمن الوطن , كنت قد اعترضت من قبل على تحويل ملف التنصير والأسلمة إلى ملف أمن دولة , ولكني أرفع الراية البيضاء الأن للسادة المسؤلين عن هذا الملف , لأن أمن الوطن بالفعل فوق كل الأديان , ورغماً عن أنف زكريا بوقلظ المدعي الكاذب , وصمت الكنيسة المريب حول هذا الملف , وإنشغالها بقضايا الخلافة البابوية , وإذا مثل تهكمي على بوقلظ إزدراءاً للمسيحية فهي تهمة أعتز بها في سبيل وحدة هذا البلد الأمن رغم أنف المتنصرين والمتمسلمين وكاترين ورحومة وكل من ليه مصلحة و رقصني يابوقلظ !!