الجمعة، 11 سبتمبر 2009

التنوير الديني ودوره الغائب في رفض السلفية الأصولية

ة

أيمن عبد الرسول

تناولت كثيراً قضية الإصلاح الديني في مصر بين الضرورة والواجب الثقافي، وحاولت في كل معركةٍ بين تيارين كلٌ منهما يري التنوير من جهة واحدة عدم التلفيق والجنوح إلي التوفيق غير المخل.

وخلال سنوات من المتابعة والبحث والتحري ، تكونت لدي مجموعة من القناعات ، والممارسات أناقشها معكم بصوت عال ، وهو عن التنوير الديني ، ودوره الغائب في مناهضة الأصولية السلفية بالمعني الثقافي العام لا المعني الديني الضيق ، فماذا يعني التنوير الديني في مجتمعنا الذي لم يزل يعاين خيبات التنوير فيه ، وأمام التيار الأصولي بالذات الذي يحاول تجاوزه ، الجملة السابقة مجازية لأن مجتمعنا ليس ضد الأصولية ، وليس مع التنوير إلا بالقدر الذي يحقق له مصالحه الوقتية ، وفي كل معركة بين التنوير والأصولية نكتشف هذه الحقيقة المُرةّ ، وهي أن التنوير إذا أراد لنفسه البقاء في هذا المجتمع فعليه ارتداء الزي الرسمي للأصولية ، وهذا جوهر المفارقة ، وهي لمن لايعلم الشيء المفهوم في ذاته ، ورغم بداهته يحتاج إلي توضيح !!

لماذا يجب علينا طرح الجديد دوماً في ثوب القديم ؟

لأننا عودنا وتعودنا أن نبحث في التراث عن حلول لأزماتنا المعاصرة ، ولا يقبل منا الجمهور المقصود بالتغيير كلامنا أياً كانت مرجعيته ، إلا وهو يستأنس بالقديم إن لم نحتل - من الحيلة لا الاحتيال - لنجد لما نقول اليوم جذورا فيما قاله القدماء بالأمس ، وهكذا تعود الجيل القديم منا ومن سلسلة طويلة من الكُتاب المحترمين عبر العصور أن نحاول دائماً عدم صدمه بالجديد ، رغم أن هذا المنهج المبتسر ، مضاد تماماً للمناهج المستخدمة في إنتاج الثورات الثقافية ، وهو معاد تماماً للتعلم أيضاً ، ومع ذلك نستخدمه لتوصيل المعلومات إلي غير مستحقيها ، وعن طريق وسيط الكتابة الذي من أهم أغراضه ، إن لم يكن أهمها هو إحداث الصدمة للقارئ ، والدخول معه في سجال عميق حول مايعتقد أنه الثواب ، ثم تبني موقف المخالفة إفتراضاً ، لتحقيق مايسميه سقراط توليد الحقائق من عقل المتكلم !!

ليس الأمر بهذا التعقيد ،إن لم يخل من بعضه اللازم للتعرف علي آليات اشتغال العقل علي ذاته ، وفي كل مرة نعمل فيها العقل مع القارئ الذي نحاول اقتحام عقله ، يتفاعل معنا سلباً متحصناً بما يسميه علماء النفس واللسانيات باستراتيجية الرفض ، وهي تلك الآلية الدفاعية التي يتحصن بها القارئ كل قارئ ضد مالم يألفه من أفكار ، لأن القارئ - كل قارئ- هو ذاته مُشكلة بعدد من الأطر المعرفية والقيمية ، وصاحب نسق يبدو له متكاملا من المقولات والأدوات المنتجة لمعرفته الخاصة بالذات - حاملة النسق- وبناء عليه عندما يتعرض هذا النسق وحامله إلي حزمة من الأفكار غير المألوفة ، يرفضها متحصناً الرفض لتغيير نسقه المعرفي ، لذلك يري سقراط أن مهمة التفكير الفلسفي هي إثارة السؤال لأن الإجابة دوماً في بطن المسئول وأننا لا نكشف حقائقنا للناس حتي نتباري أمام جهلهم ، ولكننا نكتشفه معهم وهي تصعقنا باكتشافهم لها!!

وهكذا نجد أن التنوير قضية عادلة تحتاج إلي محام ناجح، يتبني القضية بوصفها توليدا مشتركا للمعني بين القارئ وكاتبه ، ولاشك أن الحقائق التي نتوصل إليها بمعرفتنا ، حتي مع مساعدة الآخرين تصبح أكثر جدوي عن تلقيها من الكاتب الذي يرتدي دوماً زي الأستاذ لأننا ببساطة نرفض دوره وحقائقه التي اكتشفها بعيداً عنا ثم جاء ليعرضها علينا متعاليا!!

أما كيف نحل إشكال التنوير والأصولية في ضوء هذا المقترح ، فهذا حديث آخر.

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

الإخوان المسلمون بين الأمني والسياسي!!

أيمن عبد الرسول
Aymanarasol@gmail.com

المتابع لتاريخ الجماعة المحظورة , رغم إنتشار دعاتها والموالين لها في كل أرض مصر , سواء كانوا أعضاء أو أصدقاء أو متعاطفين , سيلحظ إذا تحلى بشيئ من الحياد للوطن لا مصالحه الشخصية , أن منهج الجماعة في التعامل مع الحكومات المصرية التعاقبة من لدن حكومة صدقي باشا إلى حكومة د. أحمد نظيف ؛ لم يتغير رغم تغيير الزمان وأساليب إدارة اللعبة السياسية الإصرار على العمل تحت الأرض رغم عدم حظر اللعب في النور , ويتعلل منظروا الجماعة إن كان لديهم منظرين , بأن تحويل النظام لملف الجماعة من ملف سياسي إلى ملف أمني هو السبب , مع الحرص على عدم توضيح دور الإخوان في هذه اللعبة , فالإخوان دائماً مايحبون لعب دور المفعول به , من قِبل النظام وأمام الناس , ولكن ولأنهم يحبون إحراج النظام إيضاً فهم يبررون لعب النظام معهم- بمنطقهم- بخوف النظام منهم وأنهم يُشكلون قوى من شأنها إحراج النظام المصري أمام العالم حيال الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ,وعلى الجانب الأخر لايع مدعي الديمقراطية في مصر , أنهم إذ يدافعون عن حق الإخوان في التواجد السياسي العلني إنما يحرجون الإخوان لا النظام !!
كيف ؟!
أولاً: الكل يعرف أن ملف الإخوان لم يتحول من سياسي إلى أمني , إلا بعد تجربة مُرة عاشها المجتمع المصري كان الإخوان فيها قد بلغوا من تقويض دعائم المجتمع المدني فيها مبلغاً عظيماً , وتم لهم ولأعوانهم المتحالفون معهم ضد النظام والمجتمع معاً السيطرة على أندية أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية , والنقابات المهنية , والنوادي والجمعيات , باختصار تم للإخوان حلم الإختراق بجناحيه المجتمعي عن طريق خطة التقويض التى أعدها الطبيب عبدالمنعم أبوالفتوح , تزامناً مع خطة التمكين الإقتصادي التى صاغها المهندس الشاطر خيرت !!
ثانياً: ماذا كان ينتظر الإخوان من النظام وهو يرى أناس أخرجهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات من السجون ليتأمر بعض الخارجين منهم عليهم على قتل الرئيس ؟!
وكيف لم يتأثر الرئيس محمد حسني مبارك بهذه الخلفية , وتعامل مع دعاتهم على مايعلنون لا مايبطنون , فإذا أدعوا أنهم فصيل سياسي لم يكذبهم ودخلو معترك الحياة السياسية المصرية تحت شعار الإسلام هو الحل وأقاموا التحالفات مع الوفد والعمل وغيرها من القوى الوطنية ذات الغطاء الحزبي الشرعي , ولم يتعرض لرجالهم أحد من رجال الأمن ولا السياسة , بل وصل الأمر بأن الإخوان وملفهم تابع لرياسة الجمهورية لا لأي جهة أخرى ونسينا أو حاولنا أن ننسى التراث الدموي للإخوان من النظام الخاص إلى إتهامات طالت قائده المغضوب عليه عبدالرحمن السندي بإغتيال مرشدهم العام الأول والمؤسس حسن البنا في 1949 , حاولنا نسيان أنهم كانوا يدبرون حوادث الإغتيالات , ثم يصدرون بيانات التبرؤ منها فيدفعون مرتكبيها إلى الجنون لأنهم بعد أن نفذوا الآوامر يوصفوا بأنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين !!
ثالثاً: ماذا فعل الإخوان المسلمون الذين يكرون بما عدا إنتمائهم للإسلام , وبالتالي يحلمون طول الوقت بإعلان مصر الإسلامية , والتخلص من مصر المدنية العلمانية ؟!
لقد أعدوا العدة لإستلام كل أرض مصر وتوزيع الغنائم على الفائزين من المخلصين للفكرة الإسلامية وبدأ حزب العمل الذي كان إشتراكياً في وضع حكومة ظل للإخوان وتم توفير المال اللازم لإعلان الثورة الإسلامية على الطريقة الخومينية , هنا في مصر مستغلين ماحققوه من إنجازات في جناحي الخطة بين التقويض والتمكين , إلى أن كشفت المفارقة الأمنية عن قضية سلسبيل , وكانت قضية غسيل أمول إلا أنها أوضحت الكثير من الخطط الإخوانية المعتمدة على تعامل النظام معهم بصفتهم فصيل سياسي معارض , وكشفت أيضاً عن محاولة إختراق لنظم المعلومات في أجهزة حساسة للدولة عن طريق شركة خيرت الشاطر (سلسبيل لأنظمة المعلومات والحاسب الآلي ) !!
رابعاً: كشف تعامل النظام مع قضية سلسبيل عن تعاطف كبير مع شخصيات إخوانية حققت شعبيتها وأهدافها على حساب النظام , والمزايدة على مواقفه سواء في حرب الخليج الأولى أو الثانية , ومع كل ماإرتكبه الإخوان من جرائم ضد المجتمع المصري يتهمون النظام بالتجبر والظلم . رغم أن لاأحد ممن يسيئون للإسلام في جميع أنحاء العالم ولا من لدن إبي لهب , قد بلغ به الإساءة التى يقوم بها الإخوان للإسلام الذي يدعون الحديث بأسمه أناء الليل وأطراف النهار , أما لماذا فنظرة إلى الحركات الإرهابية الدموية بدءاً من تنظيم التكفير والهجرة , مروراً بالجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد والقاعدة التى أسسها عبد الله عزام , بمعاونة أسامه بن لادن وأيمن الظواهري , وحماس وحزب الله وغيرها من المنظمات الإرهابية ذات المرجعية الإسلامية كلها بلا تجني مجرد عوارض بسيطة من منجزات الإخوان المسلمون في سبيل نصرة الإسلام !!
خامساً وأخيراً : لم يتغير منهج الإخوان في التعامل مع النظام . فلماذا يتغير منهج النظام ؟!
إننا نحذر كل من يحاول الضغط على النظام المصري في قضية الديمقراطية ليس خوفاً من الجماعة المحظورة ,ولكن خوفاً على مستقبل هذا الوطن , بأقباطه ومسلميه , بهائيه وملحديه , فمصر التى آوت كل المضطهدون على مر العصور من النبي إبراهيم ويوسف الذي تخلص منه إخوته وموسى والمسيح وأمه العذراء لن تضيق أبداً بالديمقراطية ولا بالإسلام ولكنها تضيق وتطبق قوانينها على من لا يرجو للوطن أمانً ولمواطنية السلام , ولذلك نقول لكل من يدافع عن حق الإخوان في التواجد السياسي , إرجع أولاً لتاريخ هذه الثلة من الخارجين على ملة الوطن , وإذا لم يكفروك ويهدروا دم الوطن تعالوا , إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم , نصها , الدين لله , والوطن لمواطنية بلا تمييز ديني !!
وهكذا سوف يصبح لامبرر إطلاقاً للحديث عن تيار سياسي ديني إسمه الجماعة المحظورة , ولامرشد عام ولا أي صورة من صور التزييف الديني في الوعي السياسي !!
جريدة روزاليوسف اليومي - الأثنين-7-9-2009
سيد القمني: ساوريس لايصرف علي وهناك طابور خامس في قنواته ضد الدولة المدنية!!
أيمن عبد الرسول
aymanarasol@gmail.com
بين التهديد بالقتل في 2005والتراجع الذي ثبت انه تكتيكي,وجائزة الدولة التقديرية2009والتي سبقتها عودة الدكتور سيدالقمني للكتابة التي كشف لنا انه لم يتو قف عنها طوال فترة التراجع الأجباري عن النشر,تحت وطأة التهديد بالقتل,والحماية الحكيمة لأسرته أسرار كثيرة , لم تكن لتتفجر لو إعتراض قبيلة المكفراتية على الجائزة التي يرى كاتب هذه السطور أنها تقدير متأخر لرجل عرفته عن قرب , وناقشت معه اجتهاداته المثيرة لأنها تسبح ضد تيار السائد والمألوف في الدراسات التراثية, سواء على التاريخ السياسي للإسلام , أو على التاريخ الديني لمنطقة شرق المتوسط , ذهبت الى د. سيد مُحملاً بالعديد من علامات الاستفهام , وعدت أكثر تعجباً ودهشة, على قدرة الرجل العلماني المقاتل الذي لاتزيده المحن إلا صلابة في الرأي رغم المرض, قوة في الإرادة , رغم الوهن الوطني العام الذي نعيشه , والتخليات التي يعانيها تكشف له أن الإيمان بالوطن أقوى من التعويل على المواطن الذي تحارب من أجله فيتركك وحيداً , في متاهات سوء الفهم والتفهم , ويبقى سيد القمني مُصراً على الإنتصار فلا تملك إلا السؤال كيف ولمَ؟!
بثقة العارف بالطبع أننا شعب طيب ومتسامح يدين القمني كل الذين استثمروا المحنتين , الأولى في تكذيب تهديده وتفسير تراجعه , والثانية في نفي استحقاقه لما ناله من تقدير الدولة المدنية , رغم مواقفه التي لاتنسى ولم تتبدل , مع محنة نصر حامد أبو زيد حين اقترح كتابة بيان يوقع عليه الصحفيين المتضامنين مع د. نصر ينص على أننا جميعاً نؤمن بما يقوله نصر وبالتالي على المحكمة التي تحاكم أبو زيد أن تحاكمنا جميعاً معه , وغيرها من المواقف التي أساء المغرضون فهمها وتأويلها,ماعلينا – علينا أن نتحلى بالصبروالشجاعة – عندما يقول لنا سيد أن أحداً في محنته الأولى أثناء محاولة التشبث بأمل مقاومة التهديد بالقتل لم يقدر الظرف العائلي للرجل,بل وشكك البعض في أن الحكاية كلها تمثيلية ألفها وأخرجها وقام ببطولتها سيد القمني,ولكنه فقط اعتذر عما كتب وتوقف عن النشر,ولم تُسحب كتبه من السوق,ولم يعرض حياته لمغامرة التحدى فلا ينفع بناته أحد إذا سقط الجسد ضحية التكفير,والاغتيال البدني بعد المعنوي
سيد القمني كان يكتب وقت الصمت,عدم النشر كان شرط القاتل,فكان التمرد رد المهدد بالقتل,يتهمه البعض بأنه يتم تمويله من المهندس نجيب ساويرس,رغم النفي الواضح من قِبل القمني الذي لم يبرر لي لماذا لا يحظى التيار العلماني بالدعم المالي من رجال الأعمال الذين يصفون معنا في نفس الصف,وساويرس لايفوت فرصة إلا ويمتدح فيها القمني,ولكن الحقيقة ان القمني تعرض لمؤامرة على حد توصيفه وعلى قتاة ساويرس المصراوية,واتصل به ليخبره بها,وتدخل ساويرس لحل الورطة التي تمثلت في إحضار المُعد لضيف ثقيل يتحاور مع القمني,ويتساءل القمني لماذا تخلى ساويرس عن دعم الجمعية المصرية للتنوير,وكيف يوجد بين قنواته طابور خامس يهدد مشروع الدولة المدنية,ومن يخطط له أجندته الإعلامية , كلها اسئلة مشروعة من مفكر وباحث بحجم القمني !!
إلا أن تفسيراً ذكياً طرحه نصه أن رجال الإعمال جزء من هذا البلد الذي يعاني سوء تربية للدماغ , فهي عقول تعاني من نقص تربية ذهنية , ولاتوجد طبقة ترتبط مصالحها الرأسمالية الوطنية مع التنوير والعلمنة , لأن الاستثمار أصبح غير مرتبط بالأرض , وبالتالي ومع الأنهيار الحاصل للطبقة الوسطى لم يعد ثمة دعم للمثقف بوصفه طليعة التغيير والتقدم ولا دعم للعلم , لأنه من السهل استخدامه مستورداً أو السفر اليه في موطنه , أنها أزمة المثقف المستقل ولا يطلب القمني من ساويرس أو غيره الدعم الشخصي ولا المساندة المالية , لا بل فقط القيام بدورهم تجاه هذا البلد , بل ويعرض العمل مع قنوات ساويرس متبرعاً بجهده الذي لايملك سواه ومجاناً في سبيل تقديم برامج جادة وغير مستفزة بالمناسبة , فالإستفزاز ليس عملنا فقط نقدم مانراه الحق والخير لهذا الوطن الذي لاوطن لنا سواه , وان لم نقم بدورنا تجاهه فقل على الوطن السلام!!
يقترح القمني أن يكون علم مصر حاملاً صورة الأهرامات,فهي تميز وطننا,ولا حاجة لنا بنسر صلاح الدين الذي قمع الشيعة ولا صقر قريش رمز الدولة العباسية,فمن لديه أهرامات غيرنا ؟!
ويعلق على علو الصوت القبطي قائلاً: يجب أن نعترف ببساطة أن القبط يعانون من تمييز طائفي مقيت,وأن الصوت العالي طبيعي في ظل أن كل شيئ أصبح ع المكشوف,ويرصد جيتوهات الأقباط المثيرة للدهشة ويرى أن قضية التنصير أو الأسلمة هم شخصي لايجب طرحه للمناقشة إلا إذا كان لأغراض أخرى,رافضاً إصطفاف الأقباط حول هويتهم الكنسية ويفجر أزمة من العيار الثقيل تخص القوانين الكنسية المقيدة لحرية أقباط مصر,فينصح الكنيسة الأرثوذكسية بالعمل على تحرير المواطن المصري منها,لأنه ليس من الممكن الوقوف ضد الإضطهاد الطائفي من الآخر المسلم,والقبطي يعاني إضطهاد كنسي داخلي فلتحرر الكنيسة ابنائها قبل المطالبة بنفي التمييز,وعلى البابا التحرر من القوانين المقيدة للحريات,فالكنيسة الغربية التي حررت المواطن المسيحي الغربي ليست خارجة عن الناموس,ويقف على رأسها من هم أكثر تشدداً من البابا شنودة الثالث ..
أما عن رؤيته حول مع من يجب أن يقف الأقباط فينصحهم القمني بالاصطفاف بجوار العلمانيين لأنهم حمايتهم ضد التعسف الكنسي من ناحية,ومن التمييز الطائفي من ناحية أخرى ويضرب لهم مثلاً بالهند التي تشبث مسلميها بالعلمانية,وهم أقلية فحصلوا على امتيازات معتبرة وتحت المظلة العلمانية,فلماذا يُصر القبط على الاحتماء بالكنيسة في مقاومة الطائفية؟!
من القضايا الشائكة في أسرارالتراجع والتراجع عن التراجع,يقول القمني أنه فوجئ بالتجاعل الأمني لتهديده بالقتل من قبل تنظيم القاعدة أو جماعة الجهاد مصر,ولم يعتن أحد برسائل التهديد وما تخمله من إشارات,وتنبيهات,لافتاً إلى دور غائب للدولة بجهازها الأمني في حماية مواطنيها من الغدر الإرهابي,ويشير إلى الدور السلبي الذي لعبه أصدقاء الأمس – بدون ذكر أسماء – وقت محنته,وخاصة مجلة روزاليوسف التي رفضت نشر بيان التنحي عن النشر وبراءته من ما أسمته الجماعة الإرهابية,كُفريات سيد القمني,وغيرها من المواقف الكاشفة للعدو والصديق .. ويعتب على صحيفة الأهالي الغياب صمتاً عن معركته الحالية
سألته لماذا لاتكتب في المصري اليوم,فقال: أنها جريدة رديئة لاتعرف من يديرها , رغم ملكيتها لأثنين من رموز الوطنية الرأسمالية صلاح دياب و نجيب ساويرس, ولكن يكفيها رداءة ما تسمح به من قلة أدب شخص مثل بلال فضل,الذي يشترط فلترة الرد عليه تصور!!
وهذه علامة استفهام أخرى حول رجال الأعمال ومصالحهم المختلة , وميزان تنويرهم الجائر,ولا تعليق وفي النهاية أكد لي أنه لم يخض معركته بعد وأنه لن يتراجع عن النصر على أعدائه وسيقاضيهم ويفضحهم بما يملك من أوراق لم يلق أياً منها على أرض المعركة بعد,ويُصر على الإنتصار لمصر الدولة المدنية,والعلمانية التي لاتحرم مواطناً من حقوقه,ولا تعيقه عن أداء واجبه تجاهها... معجب بشجاعته ورهانه على العقل في مجتمع ضد التعقل ,وحقوق الإنسان في بلد يهدم الإنسان , وأذكره بفرج فودة . فيقول : رب إني مغلوب فانتصر!!

كتاب يفضح الشيعه كتبه الغزالي من 600سنه والحكاية هيه هيه!!


في الوقت الذي ينتصر فيه الإسلام يظهر خصومه..تلك بداهة منطقية ويحرس علماء الدين في كل زمان على الردعليهم وكشفهم , ولأن الإمام أبوحامد الغزالي مجدد القرن الخامس الهجري والملقب بحجة الإسلام – على مافي هذا التوصيف من مجانية – ومؤلف الكتاب الجامع إحياء علوم الدين , كان من حراس الدين القيم , وقد ظهرت في عصره الفرق الدخيلة على الإسلام من الفرق الضالة كان لازاماً عليه فضح هذه الفرق , وكشف طرق عملهم , وفضح عقائدهم التي يلبسون بها على العامة من المسلمين , كتب هذا الكتاب الذي أخرجته مكتبة الأسرة هذا العام في طبعة جديدة (فضائح الباطنية) والذي يكشف اللاعيب أعداء الإسلام في القرن الخامس الهجري , والُمثير للدهشة هو أن تلبيس مثل هذه الفرق لم يتغير ,وكأنه يتحدث عنهم الآن في أيامنا هذه ,ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب , والذي نكتفي منه بعرض أساليب دخول أولئك النفر إلى عقول المسلمين وقد نظموها على تسع درجات مُرتبة, ولكل مرتبة إسم أولها الزرق والتفرس ثم التأنيس ثم التشكيك ثم التعليق ثم الربط ثم التدليس ثم الخلع ثم السلخ ولنبين الآن تفصيل كل مرتبة من هذه ؛ ففي الاطلاع على هذه الحيل فوائد جمة لجماهير الأمة

وكأننا نستأذن في أدب يليق بحضرة جلال العلم من شيخنا ومعلمنا التدخل بالتبسيط والتوضيح بلغة تليق بعصرنا وبساطة لغته للتفهيم والتبسيط الذي لانرجوه مُخلاً

فأما الزرق والتفرس فهو خاص بمواصفات الداعي إلى الباطنية , وعليه الإحتراس وتوقي الحذر في إختيار الشخص المستهدف تجنيده , هي مهام تشبه إلى حد كبير حرب الجواسيس , وتجبر العميل السري الذي يقوم بالتجنيد على اختيار الهدف بعناية , وعدم إضاعة الوقت معه إلا بعد الكشف عن نقاط ضعفه , وإنفعالاته , ولايكشف العميل الباطني نفسه للمجد قبل إكتشاف لينه وتقديمه الدليل على هوى في نفسه وميل للتبطن , عن طريق مراقبة إنفعالاته , وأنه لين العقيدة غير ملتزم بها يسهل استدراجه للمذهب الباطني وهذه هي المرحلة الأولى

ومع ذلك يجب على العميل ان يلتمس ذوي العقول الراجحة الذين يميلون إلى الذكاء والثقة في عقولهم وأن يتوخى الحذر في رد الظواهر العقيدية إلى البواطن بمقاس فطنة وذكاء المستهدف- مهمة صعبة لا شك- ويأتي التفرس يدعو الداعي إلى عدم التمسك بمنهج واحد في الدعوة , بل يبحث أولاً نفسية المستهدف وعقائده حتى يختار المدخل المناسب لدعوته , فمثلاً إذا التمس في المستهدف الميل إلى الزهد والتقشف أختار له مايناسب هذه الحالة من أحوال الباطن والح عليها , ولو تلمس منه العكس , أي ميل إلى الدنيا ةالملذات واشهوات يلعب على هذا الوتر فأنه أجدى مع النوع المستهدف, فيبين للأول مدى الحرص على الزهد والصدق والإخلاص وغيرها من الصفات التي يحبها , ويعينه عليه- أي والله- ويوضح للثاني أن العبادة بله , وأن الورع حماقة ,وإنما الفطنة في اتباع الشهوات , ونيل الملذات, وقضاء الوتر , واذا كان المدعو من الشيعة , يشجعه على ذم بني تيم – قبيلة أبوبكر- وبني عَدي- قبيلة عمربن الخطاب- وبني أُمية وبني العباسوأشياعهم ويحرضه على التبري منهم وتولى الأئمة الصادقين , وفي انتظار المهدي !!

وهكذا مع كل أصحاب الأديان والمِلل والنِحل , يأخذ كلٌ على هواه لمده في غواه وهذه هي الخطوة الأولى

وتأتي خطوة التأنيس والمساندة لدعم الموقف الأول بمرافقة المدعو إلى مذهبهم في حله وترحاله , ومراجعته –بحكم العِشرة- بين الحين والآخر حتى يطمئن العميل إلى أستواء الزبون !!

وهكذا يكون قد سانده في دعواه إلى أن تأتي مرحلة التشكيك ,وهي اجتهاد مُضاد في الإتجاه مساو في المقدار للمرحلة السابقة , وفيها يبدأ الداعي في تغيير عقائد المدعو للباطنية , عن طريق السؤال والجواب بعدما تحكم حب الداعي في قلب المدعو , والمسامرات والمناقشات يأتي دورها بعد الإنسجامات!!

وتكون الأسئلة من قبيل التشكيك في متشابه القرآن وا؟لأحكام وهي أسئلة تتخذ من العقلانية والمنطقية ستاراً كثيفاً ويطلب من المجند عدم التسرع في الجواب والاستغراق في حالة الاستبطان وبهذا ينفتح الباب أمام الداعي والمدعو لإعمال العقل الباطن ولا يجيبه الداعي بجواب وانما يتركه في حيرة المئول عما لايعلم والمنكشفة له آفاق التجلي

ويأتي دور التعليق وهو ان يطوى على جانبه الشكوك السالف ذكرها ويطلب من المدعو عدم الإلحاح في السؤال إذ رربما كانت الإجابة واضحة جلية إلا أنها لاتظهر إلا للخاصة من ذوي العلم اللدني , وانه لايصح أن ينكشف الحق لغير أهله , ولا ينثر لدر الثمين على الغنم !!

ثم تأتي حيلة الربط وهي ربط لسان المدعو عن الخوض في هذه المسائل الحرجة مع أي مخلوق , وذلك بربطه بأغلظ الإيمان ووالتحرس من تبيان دعوته إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .. ويلتزم المدعو بهذه الحيلة وإلا لن يرتفع إلى الدرجة التالية ويلزم حده

وفي الدرجة التالية يكون المدعو قد طاب لأكليه من الدعاة , وهي التدليس على المدعو للصعود إلى الهاوية ويأخذ فيه العميل العهد على المجند الجديد , ويمليه عدة وصايا لو قام بها والتزم , سيعبر إلى هناك , حيث التلبيس وهي المرحلة التي يجب علينا لأهميتها الوقوف لديها وفيها يتفق الداعي مع المدعو على مقدمات يتسلمها منه

مقبولة الظاهر مشهورة عند الناس ويرسخها في نفس المدعو ثم يستدرجه منها بنتائج باطلة , كقوله : أن أهل النظر لهم أقاويل متعارضة لأحوال متساوية وكل حزب بما لديهم فرحون .

والمطلع على الجوهر الله , ولايجوز أن يخفي الله الحق , ولايوجد أحد يجوز أن يكل الأمر إلى الخلق يتخبطون فيه خبط العشواء ويقتحمون فيه العماية العمياء .. إلى غير ذلك من مقدمات مستعضلة !!

وفي النهاية تأتي حيلة الخلع والسلخ وهما متفقان في الأمر وإنما يفترقان في ان الخلع يختص بالعمل فإذا أفضوا بالمستجيب إلى ترك حدود الشرع وتكاليفه , يقولون : وصلت لدرجة الخلع

وأما السلخ فيخص الإعتقاد الذي هو خلع الدين , فإذا انتزعوه من قلبه دعوا ذلك سلخاً , وسميت هذه الرتبة البلاغ الأكبر

ويا مُثبت القلوب ثبت قلبنا على دينك!!

د. سيد محمود القمني : لن استثني ممن هاجموني أحدا.. سأقاضي الجميع!!

لم تقم حملة منظمة من قبل ضد رجل من فصيل كامل مثلما حدث مع الدكتور سيد القمني , صاحب الكتب المثيرة للجدل , رغم أن أحداً ممن هاجموه لم يقرأها , وقد فجر حصوله على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام صخب المتأسلمين – بتعبير رفعت السعيد – الذي لم يشارك بحرف مع سيد القمني – ماعلينا – ذهبنا إلى الفيلا التي عليها حرس في إحدى المدن الجديدة و التقيت الرجل الذي يهاجمه الجميع ولاينتصر له إلا قليلاً, ليرد بعد الصخب على بعض التهم, وفي إنتظار الإفطاروقُبيل المغرب بوقت كاف , دار هذا الحوار:

- نبدأ من إنتصار السلفية , هل ترى أن التيار السلفي إنتصرفي مصر يا د.سيد؟!

- على المستوى الشعبي والجماهيري , فالسلفية سجلت وجود مؤكد أمام نزعات مصرية أصيلا كانت موجودة , مثل الصوفية بأشكالها والعقلانية الممثلة في حكمة المثل الشعبي مثلاً أصبحت هناك أمثال حرام (إللي يعوزه بيتك يحرم ع الجامع , أو المحتاج يبيع نصيبه ف الجنة ), أصبحت الموالد حرام وهي مظهر مصري أصيل كان يضم نموذج مُصغر من الحج السنوي وتمارس فيه العبادة بجانب القوادة , والصلاة والذكر بجوار التدخين والُسكر, وهوماأطلق عليه ليس إنتصاراً , ولكن حضور لإله قاسي على البشر,وأن هذا الإله يطلب من الناس أن يضحوا دائماً من أجله , بينما الله لدى عموم المصريين أو في الإسلام المصري ليس كذلك إطلاقاً , فنحن نرى الله محباً عطوفاً شفوقاً , لا قاسياً ولا منتقماً , نراه يحبنا سعداء لا بلهاء ولا تعساء, وحرب على المختلف وهو جل جلاله ليس بحاجة إلى عبادتي , أو كفراني لأنه الحقيقة لو كان كما يحاول السلفيون أن يصوره لمنع المطر عن العالم وخص به عباده – مثلاً- وكانت الشمس لاتسطع إلى للمؤمنين , لكنه ينزل المطر على أولاده في كل العالم , وهو إله متسامح عفو يحب العفو , والموجود في الشارع المصري أظنه ضد طبيعة الشعب المصري وأعتقد أنه لن يستمربهذا الشكل لأن شعبنا المصري ميال إلى التسامح بحكم تكوينه الهجين التاريخي, فهو شعب من عناصر مختلفة , هو أيضاً شعب يحتفي بالتعددية بصفتها منجزه الإبداعي , ولو لاحظت ستجد إختفاء قسري للإبداع منذ سيطرة الواحدية على الشعب المصري , لأن اللون الواحد يجعل المواطنين طبعة واحدة لا مكان فيها لتمييز إبداعي , والكل ينتظر أوآمر السيد الشيخ ليطيع الأمر الذي كان لله من قبل ومن بعد , ولكن مازلت أراهن على وعي الشعب بخطورة الطبعة الواحدة , والتي تكمن في القضاء على الكل في حالة إصابة البعض بفيرس خطير, وهو ماأخشاه على وطني , وأحاول الرهان على المقاومة بالوعي, وخصوصاً أن التعددية فهي حماية للمجتمع من نفسه , وسيطرة فصيل فيه على الآخرين , وهي –التعددية – درع ٌواق من المشكلات , ولذلك تجد مجتمعنا الآن مُصاب بنقص مناعة , ومقاومته للفيروسات أصبحت هشة, بسبب الطبعة الواحدة التي حاولت السلفية طبعه بها!!

والخطورة تكمن في أن أي فيرس صغير يصيبنا الآن بقضي بخروج المجتمع المصري من الجغرافيا بعد أن خرج من التاريخ مع الأسف الشديد!!

- ولكن موقف النخبة من معركتك الأخيرة لا يشي بهذا؟!

- (ضاحكاً)أما على مستوى النخبة فلا شك أنهم –أي السلفيين- قد تراجعوا خاصة ًبعد هجمتهم الأخيرة على الكٌتاب والمثقفين , وآخرهم العبد الفقير إلى الله, والحقيقة أنني كنت ومازلت مُراهناً على غباء هذا التيار طول الوقت لأنهم أغبياء في الحقيقة , ولا يؤمنوا بالقواعد العلمية في التفكير , وقد بدا هذا الغباء واضحاً في المعركة الأخيرة , فقاعدته العبقرية أنه منصور منصور , فتكون النتيجة أنه بغباء شديد يرمي كل أوراقه دفعةٌ واحدة , وخلال الأسابيع القليلة الماضية قد كشفوا كل مايملكون من ورق في خناقتهم مع القمني , وأنا الآن أراهم عرايا حتى من ورقة التوت,وأستخدموا كمية من الأموال لمواجهة شخصي المتواضع , تشي بكم البله والسفه الذي يتمتع به ممثلوا هذا التيار, وبفجر غير عادي , تخيل يدفعوا للمذيعين والمعدين حتى في قنوات تُدعى مُستقلة, لاستعداء الكل على سيد القمني , بينما القمني لم يزل يحتفظ بكل أوراقه لايفرط فيها لأنها أدوات معركتي ضد السلفية !!

وأوراقي قوية وستكشف الجميع , ولن أُعفي أحداً مهما كانت وظيفته أو مركزه, حتى لو كان المفتى أو مشيخة الأزهر كلها, وإذا لم يمنحني وطني حقي , لن أهرب وسأظل في وطني وكنني سألجأ إلى المحاكم الدولية , أما المفترون فبيني وبينهم القضاء المصري الذي أحترمه وأقدره لأسباب كثيرة ليس أهمها أنه سبق وأنصفني ,رغم أن هناك دلائل لاتشي بكل هذه الثقة في الجهاز القضائي كموقف المستشار أحمد مكي وهو لم يزل قاضياً لم يستقل بعد ولم يحل للإستيداع , ومع ذلك يقول رأيه في كفري وإيماني وجائزة الدولة التقديرية الممنوحة لي , وهو موقف لو تعلمون عظيم فمن المفترض أن ينأى بعمله عن مثل هذه الأحكام, ولايركب موجة التكفير بدون حيثيات على إعتبار انها فرصة ذبح سيد القمني وذبح الدولة المدنية مواتية , ولاتعليق!!

فلا الدولة المدنية قابلة للذبح , وما أنا إلا نفر من كثيرين منهم من ضحى بدمه مثل المرحوم فرج فوده, ومن ضحى براحته في وطنه مثل د. نصر أبوزيد , وغيرهم كُثر على ندرتهم وهناك المفكر الخطير الذي إستكان بعد نضال د.حسن حنفي والذي لاندري لماذا هو ليس معنا في هذه المعركة , رغم أن وجوده هو وأمثاله من المثقفين ضروري ويثقل المعركة , ولا يشخصسنها ثم يقولون أن الخناقة بين سيد القمني والسلفيين !!

فالقضية قضية وطن كريم نعيش فيه بكرامة ولا يهدد أمن مستقبل أبناؤنا وليست قضية شخص

- ومن المسئول عن شخصنة القضية إعلامياً من وجهة نظرك؟!

- الحقيقة تمت المسألة بدون قصد , وتمت الشخصنة نتيجة تقصير جماعتنا من ناحية وتركيز الحملة على الطرف المفترض الذي هو انا , وبالتالي تم تصويرها على أنها عركة في حارة بين شخص وتيار , والمدهش أن الذين وقفوا بجوارك هم المتهمون بأنهم مع النظام مثل الصديق المفكر صلاح عيسى وعبد المنعم سعيد هم رجالنا في النظام , هالة مصطفى سيدتنا في النظام , نبيل شرف الدين , كمال غبريال وغيرهم كل هذه الأسماء المحترمة ذات الثقل كانت وقفتهم محترمة , وتذود عن الدولة المدنية والتقدمية والعلم لا الشخص الذي أتخذه الآخر مثالاً للإنتقام من الدولة , ويصبح الجهاد ضد الأصولية والهمجية فرض كفاية وليس فرض عين !!

- ألست معي أنهم نجحوا في تحويل منهج القمني من الهجوم الحاد عليهم إلى الدفاع ؟!

- بالفعل.. ولكن هذا يعود إلى طبيعة تفكير العلمانيين أنفسهم فنحن إنسانيين إلى حد كبير , ومثاليين جداً بعكس مايشاع عننا , وعندما نقول ماديين فهذا يعني الإغراق في مثاليتنا المادية , بمعنى أن لي أهل يعيشون في بلدي الصغيرة ببني سويف , ولدي أكثر من 5000نسمة مربوطين في رقبتي لما تطلع المساجد تكفرني وتدعي عليّ بالويل والثبور وعظائم الأمور ,وتحرض ضدي وضدهم في البلد , ما واجبي تجاههم؟!

لابد أن أحمي هؤلاء الضحايا الذين لم يجنوا شيئاً يحاسبون عليه سوى قرابتهم لي , فعندما أُعلن الشهادتين أمام الفضائيات لحمايتهم يتهمني من لايقفون بجواري بالتراجع (هنا كان لابد إلى الإشارة إلى صديق مخرج قرأحوار سيد القمني في المصري اليوم وعلق أن سيد إستشيخ وبيتراجع ,وهنا هببت فيه بعنف لفظي , وأنتوا لأمتى عايزين ناس تحارب عنكم وتموت علشان أفكاركم وانتوا قاعدين ع القهوة بتنظروا ولا تفعلون شيئاً) وهنا ضحك د. سيد ولم يعلق إلا بقوله هما كده !!

وما لايعرفه أولئك الفارغون العاطلون المعطلون الذين لايقفون مع أنفسهم ولا نقول مع التانيين , أن الهواتف لا تقف من البلد للإطمئنان أو الأستغاثة , وأن عليك أن تريح هؤلاء الناس , وتحترم تقديرهم لك وتقدر قدرتهم على الإحتمال أيضاً ولاحرج ولا كذب في الأمر وعلى أية حال أنا افعل مايمليه على ضميري ومسئولياتي , وأنا الوحيد المسئول عن تقديرها , ويغضب إخواننا العلمانيون من مثل هذه المواقف , ويكتبون أني تراجعت وهادنت , ولا أحد يحكم على الظرف من الداخل ولا أطلب من أي شخص ذلك ,ولكن علينا تقييم الأمور بشكل محايد ومنحه صفاته الإنسانية في الوقت نفسه !!

ومع كلُ أرى أنني كنت حكيماً إلى حد كبير , ولم أنسق وراء دعاوى تضُر القريبين مني وحاولت الخروج بأقل قدر من الخسائر الإنسانية والفلسفية أيضاً ولم أخسر قيمي أو أخون علمانيتي ,والحمدلله!!

- وكيف ستُدير المعركة في الفترة المقبلة ؟!

- بالقضاء والعدل , وبدون صخب لدينا خطين الأول فكري يختص بالحملة المكتوبة ضد أولئك المدعين , والثاني خصومة قضائية نزيهه الحكم فيها للقانون المصري العادل ..

(اقترب موعد المغرب والإفطار وجاءت مسعودة مديرة المنزل لتحضير الإفطار وعرفنا أن فطور د.سيد عبارة عن طبق فول صغير , طبق جبنة بيضاء بدون ملح , رغم أنها أعدت لنا مالذ وطاب, سألته بشكل تلقائي :

- ليه بتصوم يا دكتور رغم أنك مريض وتتناول أدوية في مواقيت مختلفة ؟!

- رد بابتسامة , محاولة لاستعادة جو الأسرة الرمضاني الذي حُرمنا منه , فشعورنا برمضان يتضائل أمام التركيز على المظاهر , وكلنا ولاد بيوت مصرية تربينا على صوت محمد رفعت وإحتفاء خاص بالدقائق الخمس الأخيرة قبل المغرب , ثم إن صحتي بتيجي على الصيام , وبيجيب نتايج كويسة !!

فأنا بحاول استعيد اللحظات الرمضانية القديمة , تخيل يا أخي أن السلفية موتت رمضان الجميل , وأحيت رمضان الإستعراض الديني , والمزايدة على الولائم واصبح مُفرغ المضمون يقتصر على المظاهر الفارغة وفقط وهذا كله نتيجة الصحوة الإسلامية لابارك الله فيها!!

- بالمناسبة يا دكتور , إيران صرفت مليارات الدولارات لتصدير الثورة الإسلامية , والسعودية صرفت حوالي 77مليار دولار لنشر الوهابية , والأتحاد السوفييتي صرف حوالي 9 مليار لنشر الشيوعية , من يمول المشروع العلماني في مصر , ولماذا ؟!

- في الحقيقة هذا سؤال وجيه , ولابد من وجود حامل إقتصادي للأفكار حتى تنمو وتزدهر وتصنع تياراً , ولابد من طبقة رأسمالية ترعى هذا المشروع ولكنها لن ترعاه إلا غذا ارتبط بشكل مباشر بمصالحها, وللأسف كلما تكونت هذه الطبقة تموع , لأن السيولة المجتمعية في مصر أدت إلى شكلين من الأقتصاد لاثالث لهما , وهما الفقر المدقع , أو الغى الفاحش ولا وسط بينهما وهذا يجعل مصالح رأس المال طائرة غير مرتبطة بأرض كما كان الأمر على أيام طلعت حرب , الإقتصاد وقتها كان مرتبط بالأرض , ولايمكن أن يأخذها ويسافر أما الآن فالأمر مختلف , ولادعم حقيقي للتنوير والعلمانية لأنها لم تشارك أولئك الأثرياء بناء ثقافة بالداخل , والوطن تأخرت أهميته في جدول أعمال رجال الأعمال , ربما يفسر لك هذا التفسير غياب الدعم المالي عن التيار العلماني , وإذا جاء تمويل من الخارج – بالمناسبة أنا لا أتلق أي دعم من أي جهة سواء بالداخل أو الخارج – ولكن لو حد خد فلوس من برة يقولك أجندة الوطن في خطر وكأن الخارج أولى من الداخل بدعم التنوير , وماذا يفعل العلماني لنشر فكره ؟ يموت م الجوع ولا على الطريقة الإسلامية من الكفر يعني ؟!

- نعود إلى القضية ضد من ؟!

- يقرأمن الشكوى المرفوعة إلى المستشار : عبد المجيد محمود النائب العام . مبدئياً ضد كل من : د. محمد عبد المنعم عيسى البري , والشيخ يوسف صديق محمد البدري ,ود. حمدي حسن عضو مجلس الشعب , وقناة الناس وخالد عبدالله , والشيخ السيسي إمام وخطيب مسجد سبورتنج بالأسكندرية , الذي يدعو إلى صلبي في ميدان عام , وغيرهم , ولو أننا تمكنا من أخذ حكم بالحبس ولو يوم واحد على أحدهم , ولو مع إيقاف التنفيذ , سنكون قد أتخذنا خطوة تأخرت كثيرأ في سبيل التعامل مع أولئك المدعون علينا بما ليس فينا ,وبنفس أسلوبهم !!

- في النهاية ماذا تقول للتيار العلماني ؟!

- أصدقائي الأعزاء شكراً , لمن وقف معي واكثر لمن صمت ولاعذر من لم يقف ولم يصمت والأيام القادمة ستقول للجميع من سيدفع فواتير الحرية عن هذا الوطن!!

- وللتيار الأصولي المُعادي لك ؟!

- أراكم الآن عرايا أمامي حتى من ورقة التوت , ولن أستثني منكم أحداً, وانتظروا , وموعدنا الغد , أليس الغد بقريب!!

كل سنة ونحن في الطريق إلى الحرية , ورمضان القادم نكون أكثر مصرية وأمان ووطنية وحرية !!