السبت، 29 أغسطس 2009

حرية الفكر = حرية الكفر !!

بقلم أيمن عبد الرسول
aymanarasol@gmail.com
يعني إيه – عدم اللامؤخذة – حريه ؟
هل سألت نفسك السؤال ده قبل كده, وياترى وصلت لإيه .. عرفت معنى إن حريتك تقف عند حدود حرية الآخرين , ومن هم حتى تقف لدى حدودهم حريتك (الغالية) ولماذا-أصلاً- يجب أن تكون لحريتك حدود؟
أفهمونا ونحن صغاراً أن نراعي كل الناس.. الكبير عشان كبير , والصغير عشان ميفهمش , والأنثى عشان ضعيفة , ولم يقل لنا أحدٌ أين حقوقنا نحن على التانيين ؟ وكيف نعيش حياتنا إلى سن العشرين مثلا وبعدها فجأة لناحقوق , أين كانت وكيف باتت ومتى طلعت لنا هذه الحقوق , الموضوع بجد زي ما شبهه باولو كويلهو, لماذا تخاف الأفيال من المدرب في السيرك رغم أنها أكبر منه حجماً , ولها عذرها إن قضت عليه , وكذلك الأسود التي تسمع صوت الكرباج فقط فتخاف من المدرب مع إن ده أسد – عارف يعني إيه أسد؟!-
وأرجع للأفيال واحكي لك الحكاية . الحكاية وما فيها إن الفيل وهو نونو صغنن كده – مش عارف إزاي- بيربطوا رجله بحبل تخين قوي في شجرة كبيرة قوي برضه , بحيث إنه لو إتجن في زلومته , وحاول يخلع يفاجئ بهذه الربطة المقندلة فيفشل في الحركة , وبعد مرور السنين يكفي أن نربط خيطاً رفيعاً حول رجل الفيل الضخم , فلا يفكر في الفرار من قيده المتوهم , لأنه ببساطه , وزي النكته السخيفه بتاعة العراف اللي قابل واحد (بلديتنا) وتنبأ له بأنه هايعيش عشرين سنة شحات , وبعدها هاياخد على كده , الفيل كمان خد على كده , وإحنا لامؤخذة أخدنا على كده وأبو كده.. تقوللي حرية , أقولك ثوابت الأمة , تقوللي ديمقراطية أقولك الشعب لسه ماستواش , وهكذا , وبعد ما شاب الشعب من القهر والذل والإستعباد والإستعباط – هيه تمشي- يأتي الرجل الكُمل جمال مبارك ويقولك حوار ع الفيس بوك , ولأننا لسه فاهمين الشجاعة والوطنية على موجة أمجاد المعارضة المصرية في عشرينات القرن العشرين , لسة ماتعودناش على فكرة إن الحوار يعدي من غير هتيفة , معارضة والسلام , وبدل ماالحوار الفيس بكاوي يجيب نتيجة في رفع أسهم إبن الريس , يأتي الحوار بما لا تشتهي السفن , ويسافر الريس أمريكا ينجح في الحوار هناك ويكشف زيف دعاوى المغرضين , ويرد بشكل عملي على المعارضة المصرية في الخارج –بالمناسبة هما خرجوا ورا أكل عيشهم , ماحدش خرجهم من هنا – المهم إيه علاقة كل اللي فات بالحرية ؟
أقولك ياسيدي
لو أننا تعلمنا منذ الصغر قيمة الحرية لما كان الرأي المعارض يعتبر صاحبه بطلاً والعياذُ بالله
لو أننا عرفنا حقوقنا من زماااان لما كان علينا طول الوقت الخضوع
لإبتزاز من السلطة لتحقيق أهدافنا –بل قل – حقوقنا المشروعة
لوكان في واحد فينا حر بجد لصرخ في وش الكل ,وقال إن الحرية مطلب حيوي بس لمين ؟
للمضطهدين أولاً . ولأصحاب الرأي المختلف ثانياً, وللمعارضين داخل الوطن بما يخدم هذا الوطن لا يخدم مصالح المعارضين , فكم من شهداء أونطه صنعهم النظام بغشم تعامله مع دعاويهم , وعنف الرد
لا إيمان بالحرية في مصر إلا إذا أقتنع المدافعون عنها بأن حرية الفكر تساوي حرية الكفر , ولما لا أليس ربكم هو القائل ( لكل جعلنا شرعة ومنهاجاً) (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) لن نتعلم الحرية ونحن لم نزل ندرس في مدارسنا أن حريتنا تقف على حدود حرية الآخرين , ونحن لا نعرف من ربط أقدامنا ونحن صغاراً , وكيف نقتنع أن قيداً حو ساقنا لم يعد مربوطاً إلى شجرة قهرنا ؟
قال حرية قال كل سنة وانتم متقيدين !!

البلاغ الجديد عدد الأربعاء26-8-2009

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صرح من غير متجرح