الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

د. سيد محمود القمني : لن استثني ممن هاجموني أحدا.. سأقاضي الجميع!!

لم تقم حملة منظمة من قبل ضد رجل من فصيل كامل مثلما حدث مع الدكتور سيد القمني , صاحب الكتب المثيرة للجدل , رغم أن أحداً ممن هاجموه لم يقرأها , وقد فجر حصوله على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام صخب المتأسلمين – بتعبير رفعت السعيد – الذي لم يشارك بحرف مع سيد القمني – ماعلينا – ذهبنا إلى الفيلا التي عليها حرس في إحدى المدن الجديدة و التقيت الرجل الذي يهاجمه الجميع ولاينتصر له إلا قليلاً, ليرد بعد الصخب على بعض التهم, وفي إنتظار الإفطاروقُبيل المغرب بوقت كاف , دار هذا الحوار:

- نبدأ من إنتصار السلفية , هل ترى أن التيار السلفي إنتصرفي مصر يا د.سيد؟!

- على المستوى الشعبي والجماهيري , فالسلفية سجلت وجود مؤكد أمام نزعات مصرية أصيلا كانت موجودة , مثل الصوفية بأشكالها والعقلانية الممثلة في حكمة المثل الشعبي مثلاً أصبحت هناك أمثال حرام (إللي يعوزه بيتك يحرم ع الجامع , أو المحتاج يبيع نصيبه ف الجنة ), أصبحت الموالد حرام وهي مظهر مصري أصيل كان يضم نموذج مُصغر من الحج السنوي وتمارس فيه العبادة بجانب القوادة , والصلاة والذكر بجوار التدخين والُسكر, وهوماأطلق عليه ليس إنتصاراً , ولكن حضور لإله قاسي على البشر,وأن هذا الإله يطلب من الناس أن يضحوا دائماً من أجله , بينما الله لدى عموم المصريين أو في الإسلام المصري ليس كذلك إطلاقاً , فنحن نرى الله محباً عطوفاً شفوقاً , لا قاسياً ولا منتقماً , نراه يحبنا سعداء لا بلهاء ولا تعساء, وحرب على المختلف وهو جل جلاله ليس بحاجة إلى عبادتي , أو كفراني لأنه الحقيقة لو كان كما يحاول السلفيون أن يصوره لمنع المطر عن العالم وخص به عباده – مثلاً- وكانت الشمس لاتسطع إلى للمؤمنين , لكنه ينزل المطر على أولاده في كل العالم , وهو إله متسامح عفو يحب العفو , والموجود في الشارع المصري أظنه ضد طبيعة الشعب المصري وأعتقد أنه لن يستمربهذا الشكل لأن شعبنا المصري ميال إلى التسامح بحكم تكوينه الهجين التاريخي, فهو شعب من عناصر مختلفة , هو أيضاً شعب يحتفي بالتعددية بصفتها منجزه الإبداعي , ولو لاحظت ستجد إختفاء قسري للإبداع منذ سيطرة الواحدية على الشعب المصري , لأن اللون الواحد يجعل المواطنين طبعة واحدة لا مكان فيها لتمييز إبداعي , والكل ينتظر أوآمر السيد الشيخ ليطيع الأمر الذي كان لله من قبل ومن بعد , ولكن مازلت أراهن على وعي الشعب بخطورة الطبعة الواحدة , والتي تكمن في القضاء على الكل في حالة إصابة البعض بفيرس خطير, وهو ماأخشاه على وطني , وأحاول الرهان على المقاومة بالوعي, وخصوصاً أن التعددية فهي حماية للمجتمع من نفسه , وسيطرة فصيل فيه على الآخرين , وهي –التعددية – درع ٌواق من المشكلات , ولذلك تجد مجتمعنا الآن مُصاب بنقص مناعة , ومقاومته للفيروسات أصبحت هشة, بسبب الطبعة الواحدة التي حاولت السلفية طبعه بها!!

والخطورة تكمن في أن أي فيرس صغير يصيبنا الآن بقضي بخروج المجتمع المصري من الجغرافيا بعد أن خرج من التاريخ مع الأسف الشديد!!

- ولكن موقف النخبة من معركتك الأخيرة لا يشي بهذا؟!

- (ضاحكاً)أما على مستوى النخبة فلا شك أنهم –أي السلفيين- قد تراجعوا خاصة ًبعد هجمتهم الأخيرة على الكٌتاب والمثقفين , وآخرهم العبد الفقير إلى الله, والحقيقة أنني كنت ومازلت مُراهناً على غباء هذا التيار طول الوقت لأنهم أغبياء في الحقيقة , ولا يؤمنوا بالقواعد العلمية في التفكير , وقد بدا هذا الغباء واضحاً في المعركة الأخيرة , فقاعدته العبقرية أنه منصور منصور , فتكون النتيجة أنه بغباء شديد يرمي كل أوراقه دفعةٌ واحدة , وخلال الأسابيع القليلة الماضية قد كشفوا كل مايملكون من ورق في خناقتهم مع القمني , وأنا الآن أراهم عرايا حتى من ورقة التوت,وأستخدموا كمية من الأموال لمواجهة شخصي المتواضع , تشي بكم البله والسفه الذي يتمتع به ممثلوا هذا التيار, وبفجر غير عادي , تخيل يدفعوا للمذيعين والمعدين حتى في قنوات تُدعى مُستقلة, لاستعداء الكل على سيد القمني , بينما القمني لم يزل يحتفظ بكل أوراقه لايفرط فيها لأنها أدوات معركتي ضد السلفية !!

وأوراقي قوية وستكشف الجميع , ولن أُعفي أحداً مهما كانت وظيفته أو مركزه, حتى لو كان المفتى أو مشيخة الأزهر كلها, وإذا لم يمنحني وطني حقي , لن أهرب وسأظل في وطني وكنني سألجأ إلى المحاكم الدولية , أما المفترون فبيني وبينهم القضاء المصري الذي أحترمه وأقدره لأسباب كثيرة ليس أهمها أنه سبق وأنصفني ,رغم أن هناك دلائل لاتشي بكل هذه الثقة في الجهاز القضائي كموقف المستشار أحمد مكي وهو لم يزل قاضياً لم يستقل بعد ولم يحل للإستيداع , ومع ذلك يقول رأيه في كفري وإيماني وجائزة الدولة التقديرية الممنوحة لي , وهو موقف لو تعلمون عظيم فمن المفترض أن ينأى بعمله عن مثل هذه الأحكام, ولايركب موجة التكفير بدون حيثيات على إعتبار انها فرصة ذبح سيد القمني وذبح الدولة المدنية مواتية , ولاتعليق!!

فلا الدولة المدنية قابلة للذبح , وما أنا إلا نفر من كثيرين منهم من ضحى بدمه مثل المرحوم فرج فوده, ومن ضحى براحته في وطنه مثل د. نصر أبوزيد , وغيرهم كُثر على ندرتهم وهناك المفكر الخطير الذي إستكان بعد نضال د.حسن حنفي والذي لاندري لماذا هو ليس معنا في هذه المعركة , رغم أن وجوده هو وأمثاله من المثقفين ضروري ويثقل المعركة , ولا يشخصسنها ثم يقولون أن الخناقة بين سيد القمني والسلفيين !!

فالقضية قضية وطن كريم نعيش فيه بكرامة ولا يهدد أمن مستقبل أبناؤنا وليست قضية شخص

- ومن المسئول عن شخصنة القضية إعلامياً من وجهة نظرك؟!

- الحقيقة تمت المسألة بدون قصد , وتمت الشخصنة نتيجة تقصير جماعتنا من ناحية وتركيز الحملة على الطرف المفترض الذي هو انا , وبالتالي تم تصويرها على أنها عركة في حارة بين شخص وتيار , والمدهش أن الذين وقفوا بجوارك هم المتهمون بأنهم مع النظام مثل الصديق المفكر صلاح عيسى وعبد المنعم سعيد هم رجالنا في النظام , هالة مصطفى سيدتنا في النظام , نبيل شرف الدين , كمال غبريال وغيرهم كل هذه الأسماء المحترمة ذات الثقل كانت وقفتهم محترمة , وتذود عن الدولة المدنية والتقدمية والعلم لا الشخص الذي أتخذه الآخر مثالاً للإنتقام من الدولة , ويصبح الجهاد ضد الأصولية والهمجية فرض كفاية وليس فرض عين !!

- ألست معي أنهم نجحوا في تحويل منهج القمني من الهجوم الحاد عليهم إلى الدفاع ؟!

- بالفعل.. ولكن هذا يعود إلى طبيعة تفكير العلمانيين أنفسهم فنحن إنسانيين إلى حد كبير , ومثاليين جداً بعكس مايشاع عننا , وعندما نقول ماديين فهذا يعني الإغراق في مثاليتنا المادية , بمعنى أن لي أهل يعيشون في بلدي الصغيرة ببني سويف , ولدي أكثر من 5000نسمة مربوطين في رقبتي لما تطلع المساجد تكفرني وتدعي عليّ بالويل والثبور وعظائم الأمور ,وتحرض ضدي وضدهم في البلد , ما واجبي تجاههم؟!

لابد أن أحمي هؤلاء الضحايا الذين لم يجنوا شيئاً يحاسبون عليه سوى قرابتهم لي , فعندما أُعلن الشهادتين أمام الفضائيات لحمايتهم يتهمني من لايقفون بجواري بالتراجع (هنا كان لابد إلى الإشارة إلى صديق مخرج قرأحوار سيد القمني في المصري اليوم وعلق أن سيد إستشيخ وبيتراجع ,وهنا هببت فيه بعنف لفظي , وأنتوا لأمتى عايزين ناس تحارب عنكم وتموت علشان أفكاركم وانتوا قاعدين ع القهوة بتنظروا ولا تفعلون شيئاً) وهنا ضحك د. سيد ولم يعلق إلا بقوله هما كده !!

وما لايعرفه أولئك الفارغون العاطلون المعطلون الذين لايقفون مع أنفسهم ولا نقول مع التانيين , أن الهواتف لا تقف من البلد للإطمئنان أو الأستغاثة , وأن عليك أن تريح هؤلاء الناس , وتحترم تقديرهم لك وتقدر قدرتهم على الإحتمال أيضاً ولاحرج ولا كذب في الأمر وعلى أية حال أنا افعل مايمليه على ضميري ومسئولياتي , وأنا الوحيد المسئول عن تقديرها , ويغضب إخواننا العلمانيون من مثل هذه المواقف , ويكتبون أني تراجعت وهادنت , ولا أحد يحكم على الظرف من الداخل ولا أطلب من أي شخص ذلك ,ولكن علينا تقييم الأمور بشكل محايد ومنحه صفاته الإنسانية في الوقت نفسه !!

ومع كلُ أرى أنني كنت حكيماً إلى حد كبير , ولم أنسق وراء دعاوى تضُر القريبين مني وحاولت الخروج بأقل قدر من الخسائر الإنسانية والفلسفية أيضاً ولم أخسر قيمي أو أخون علمانيتي ,والحمدلله!!

- وكيف ستُدير المعركة في الفترة المقبلة ؟!

- بالقضاء والعدل , وبدون صخب لدينا خطين الأول فكري يختص بالحملة المكتوبة ضد أولئك المدعين , والثاني خصومة قضائية نزيهه الحكم فيها للقانون المصري العادل ..

(اقترب موعد المغرب والإفطار وجاءت مسعودة مديرة المنزل لتحضير الإفطار وعرفنا أن فطور د.سيد عبارة عن طبق فول صغير , طبق جبنة بيضاء بدون ملح , رغم أنها أعدت لنا مالذ وطاب, سألته بشكل تلقائي :

- ليه بتصوم يا دكتور رغم أنك مريض وتتناول أدوية في مواقيت مختلفة ؟!

- رد بابتسامة , محاولة لاستعادة جو الأسرة الرمضاني الذي حُرمنا منه , فشعورنا برمضان يتضائل أمام التركيز على المظاهر , وكلنا ولاد بيوت مصرية تربينا على صوت محمد رفعت وإحتفاء خاص بالدقائق الخمس الأخيرة قبل المغرب , ثم إن صحتي بتيجي على الصيام , وبيجيب نتايج كويسة !!

فأنا بحاول استعيد اللحظات الرمضانية القديمة , تخيل يا أخي أن السلفية موتت رمضان الجميل , وأحيت رمضان الإستعراض الديني , والمزايدة على الولائم واصبح مُفرغ المضمون يقتصر على المظاهر الفارغة وفقط وهذا كله نتيجة الصحوة الإسلامية لابارك الله فيها!!

- بالمناسبة يا دكتور , إيران صرفت مليارات الدولارات لتصدير الثورة الإسلامية , والسعودية صرفت حوالي 77مليار دولار لنشر الوهابية , والأتحاد السوفييتي صرف حوالي 9 مليار لنشر الشيوعية , من يمول المشروع العلماني في مصر , ولماذا ؟!

- في الحقيقة هذا سؤال وجيه , ولابد من وجود حامل إقتصادي للأفكار حتى تنمو وتزدهر وتصنع تياراً , ولابد من طبقة رأسمالية ترعى هذا المشروع ولكنها لن ترعاه إلا غذا ارتبط بشكل مباشر بمصالحها, وللأسف كلما تكونت هذه الطبقة تموع , لأن السيولة المجتمعية في مصر أدت إلى شكلين من الأقتصاد لاثالث لهما , وهما الفقر المدقع , أو الغى الفاحش ولا وسط بينهما وهذا يجعل مصالح رأس المال طائرة غير مرتبطة بأرض كما كان الأمر على أيام طلعت حرب , الإقتصاد وقتها كان مرتبط بالأرض , ولايمكن أن يأخذها ويسافر أما الآن فالأمر مختلف , ولادعم حقيقي للتنوير والعلمانية لأنها لم تشارك أولئك الأثرياء بناء ثقافة بالداخل , والوطن تأخرت أهميته في جدول أعمال رجال الأعمال , ربما يفسر لك هذا التفسير غياب الدعم المالي عن التيار العلماني , وإذا جاء تمويل من الخارج – بالمناسبة أنا لا أتلق أي دعم من أي جهة سواء بالداخل أو الخارج – ولكن لو حد خد فلوس من برة يقولك أجندة الوطن في خطر وكأن الخارج أولى من الداخل بدعم التنوير , وماذا يفعل العلماني لنشر فكره ؟ يموت م الجوع ولا على الطريقة الإسلامية من الكفر يعني ؟!

- نعود إلى القضية ضد من ؟!

- يقرأمن الشكوى المرفوعة إلى المستشار : عبد المجيد محمود النائب العام . مبدئياً ضد كل من : د. محمد عبد المنعم عيسى البري , والشيخ يوسف صديق محمد البدري ,ود. حمدي حسن عضو مجلس الشعب , وقناة الناس وخالد عبدالله , والشيخ السيسي إمام وخطيب مسجد سبورتنج بالأسكندرية , الذي يدعو إلى صلبي في ميدان عام , وغيرهم , ولو أننا تمكنا من أخذ حكم بالحبس ولو يوم واحد على أحدهم , ولو مع إيقاف التنفيذ , سنكون قد أتخذنا خطوة تأخرت كثيرأ في سبيل التعامل مع أولئك المدعون علينا بما ليس فينا ,وبنفس أسلوبهم !!

- في النهاية ماذا تقول للتيار العلماني ؟!

- أصدقائي الأعزاء شكراً , لمن وقف معي واكثر لمن صمت ولاعذر من لم يقف ولم يصمت والأيام القادمة ستقول للجميع من سيدفع فواتير الحرية عن هذا الوطن!!

- وللتيار الأصولي المُعادي لك ؟!

- أراكم الآن عرايا أمامي حتى من ورقة التوت , ولن أستثني منكم أحداً, وانتظروا , وموعدنا الغد , أليس الغد بقريب!!

كل سنة ونحن في الطريق إلى الحرية , ورمضان القادم نكون أكثر مصرية وأمان ووطنية وحرية !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صرح من غير متجرح