- أحدهم سأل.. لو جه رمضان مع عيد الضحية .. نحج ولا نصوم؟!
- أيمن عبد الرسول يكتب عن أغرب فتاوى رمضان
- المفتي أجل رمضان يوماً لسفر الرئيس!!
- طب لوغرق صايم وشرب ميه .. يكمل صوم !!
مع إقتراب شهر رمضان المعظم , والذي نسميه نحن الكريم . ومع أنه يأتي كل عام ومن المفارقات المضحكة أننا نواجه رمضان كل عام كأنه أتى الليلة وفقط وبشكل مفاجئ , والأمر الأكثرإثارة للدهشة هو إعادة نفس الأسئلة الدينية الموسمية , وكأننا لم نقرأها الآف المرات , ونستفتي المشايخ والدعاة , والقنوات الفضائية في أشياء حق فيها قوله تعالى (ياأيها الذين أمنوا لا تسألو عن أشياء إن تبدى لكم تسؤكم ) ومع هذا نصر على أن تبدى لنا وتسؤونا, هل هي رغبة في زيادة حصار المحرمات لحياتنا كمسلمين معاصرين ؟
مع العلم أن الأصل في الأشياء حسب القواعد الشرعية الإسلامية هو الإباحه ولا تحريم إلا بنص من القرأن الكريم أو نهي من الحديث النبوي المتواتر , والمستند لنص قرأني أيضاً!!
فلم يكتف فقهاء عصرنا الميمون بالتراث الثقيل من الفتاوى الرمضانية غير المطابقة لقواعد إستنباط الأحكام في الفقه الإسلامي , وإنما زادوا عليها باجتهاداتهم يرحمهم الله وإيانا مجموعة من الفتاوى العصرية , التي تضع مفطرات عصرية للصيام , وتزيد من دوائر الممنوعات في الفقه الرمضاني ,إن جاز لنا هذا التوصيف .. وهو جائز!!
وامثير للدهشة والغرابة معاً أن المنتمون فقهياً للمدرسة السنية يستغربون فتاوى المنتمين للمدرسة الشيعية والعكس غالباً صحيح فهما أي السنة والشيعة يتحاربون على تأويله أي القرآن الكريم ... ومع ان وكما قلنا كثيراً الأصل في الأشياء الإباحة , ,أن النبي الكريم حذر صحابته الأجلاء من التعنت في السؤال حتى لا يضيقون براح الله عليهم بالإباحة ..إلا أننا لم نتعلم بعد هذا الدرس ونُصر على الإلحاح في السؤال , بزعم أنه طلب الفتوى من تحريات الإيمان !!
تبدأ الفتاوى الرمضانية عادةً بالسؤال الأبدي حول تحديد رؤية هلال رمضان وهل يجوز الإعتماد على الحساب الفلكي أم من الضرورة الفقهية رؤية الهلال في بلد المقيم حتى يصوم تبعاً لهذه البلد ؟
وتتنوع الإجابات إلا أن فتاوى إبن باز والعثيمين تحتل المرتبة الأولى من حيث الإصرار على تجاهل منجزات العلم في تحديد أوائل الشهور القمرية في تناقض سافر مع معطيات الشرع والعقل معاً أما كيف فتعالوا نوضح ,ففي الوقت الذي يضع فيه بعض الفقهاء بخاخة الربو ضمن مفسدات الصيام رغم كونها لم تكن من مبطلاته في غيابها , يرفضون الإستدلال بالحساب الفلكي للشهر الكريم بوصفه بدعة !!
نماذج من هذه الفتاوى
س: هل الإنسان في أيام رمضان إذا تسحر ثم صلى الصبح ونام حتى صلاة الظهر، ثم صلاها ونام إلى صلاة العصر، ثم صلاها ونام إلى وقت الفطر، هل صيامه صحيح؟
هذا السؤال أبدي أزلي يسخر فيه اللذين يقومون الليل , ويعملون في النهار كأنهم يتفضلون على النائمين في نهار رمضان , ويتمنى من يسأله دوماً أن ينقص النوم من أجر الصائم فكيف كانت الإجابة
ج: إذا كان الأمر كما ذكر، فالصيام صحيح، ولكن استمرار الصائم غالب النهار تفريط منه، لا سيما وشهر رمضان زمن شريف ينبغي أن يستفيد منه المسلم فيما ينفعه من كثرة قراءة القرآن وطلب الرزق وتعلم العلم [فتاوى اللجنة الدائمة:12901]. من تلك الفتوى التي تشفي غليل السائل الصائم اليقظ نستنتج أن النوم في نهار رمضان ليس حراماً وهو كذلك إلا أنه أيضاً غير مستحب ولا تعليق!!
س: ما حكم السباحة للصائم في الماء؟
ج: لا بأس أن يغوص الصائم في الماء أو يعوم فيه ويسبح، لأن ذلك ليس من المفطرات.
والأصل الحل حتى يقوم دليل على الكراهة، أو على التحريم، وليس هناك دليل على التحريم، ولا على الكراهة. إنما كرهه بعض أهل العلم خوفاً من أن يدخل إلى حلقه شيء وهو لا يشعر به [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات ص:191]. تخيل هل يسبح الصائم مثلاً في الزبادي ؟! وما معنى أن يسأل المستفتي عن حكم السباحة للصائم ولا يهمه الغرق قدرما يهمه دخول الماء في الفم ... ألست معي في أن بعض الأسئلة مستفزة فما حكم الفقهاء في حرق الدم في نهار رمضان بسبب مثل هذه الأسئلة , وهل يبطل سماعها الصيام أم يعتبر من الرخص الشرعية ؟! خاصة إذا علمنا أن بلع الريق ولله الحمد لايبطل الصوم!!
س: ما حكم بلع الريق للصائم؟
ج: لا حرج في بلع الريق، ولا أعلم في ذلك خلافاً بين أهل العلم لمشقة أو تعذر التحرز منه.
أما النخامة والبلغم فيجب لفظهما إذا وصلتا إلى الفم، ولا يجوز للصائم بلعهما لإمكان التحرز منهما، وليسا مثل الريق وبالله التوفيف [الشيخ ابن باز، مجموع الفتاوى:3/251].
ومن الفتاوى التي لايمل الناس من تكرارها رغم وضوح النص القرآني في رخص الإفطار وهي المرض والسفر وعلى مستعمل هذه الرخص القضاء , إلا أن رغبة ما في الاستسهال والترخيص غير الشرعي تداعب البعض علهم يجدون لها منفذاً , مثل : مباريات كرة القدم هل تبيح الفطر للفريق القومي , خاصة – وركزلي على خاصةً دي –إذا كان اصيام يؤثر سلباً على أداء الفريق , وكذلك الإمتحانات
س: هل الامتحان الدراسي عذر يبيح الإفطار في رمضان؟
ج: الامتحان الدراسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان، لأنه { لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق }، و { إنما الطاعة في المعروف } كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي [الشيخ ابن باز، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة].
س: ما حكم من أكل أو شرب ناسياً وهل يجب على من رآه يأكل ويشرب ناسياً أن يذكّره بصيامه؟
ج: من أكل أوشرب ناسياً وهو صائم فإن صيامه صحيح، لكن إذا تذكر يجب عليه أن يقلع حتى إذا كانت اللقمة أو الشربة في فمه، فإنه يجب عليه أن يلفظها، ودليل تمام صومه؛ قول النبي فيما ثبت عنه من حديث أبي هريرة: { من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه } ولأن النسيان لا يؤاخذ به المرء في فعل محظور لقوله تعالى: رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة:286] فقال الله تعالى: ( قد فعلت ).
أما من رآه: فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر وقد قال : { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه }، ولا ريب أن أكل الصائم وشربه حال صيامه من المنكر ولكنه يعفى عنه حال النسيان لعدم المؤاخذة أما من رآه فإنه لا عذر له في ترك الإنكار عليه [الشيخ ابن عثيمين، فقه العبادات].
رؤية الهلال
ونأتي للتوظيف السياسي لمشكلة رؤية هلال الشهر الكريم وفتاوى جواز إثبات دخول رمضان بين الرؤية الشرعية الممثلة في الهلال , وإستخدام التليسكوب في تقريب الرؤية لنرى كيف تعسف العلماء الأجلاء في رفض فكرة الحساب الفلكي في حسم هذه القضية ونحن نتفق مع عدد لابأس به من الباحثين والمجتهدين ,في أن حرص الفقهاء على الوقوف في وجه محاولات إثبات الهلال فلكيا مرجعها أسباب سياسية لا دينية , إذ يستغل البعض فرق التوقيت والرؤية لإعلان التميز والإختلاف المذهبي والسياسي ومن النوادر التي تفرض نفسها على هذا الموضوع أن مسئولاً كبيراً في دولة عربية إسلامية إتصل بمفتيها ليسأله عن إستطلاع الهلال , فأخبره المفتي بأن الهلال يقول أن غداً رمضان , فتعجب المسئول وقال للمفتي : الريس مسافر بكرة ماتخلي رمضان بعده فيها حاجه دي ..فرد المفتي بأن رمضان بعد بكرة مافيش حاجة أبداً !!
السؤال: ما هي الطريقة الشرعية التي يثبت بها دخول الشهر؟ وهل يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية في ثبوت الشهر وخروجه؟ وهل يجوز للمسلم أن يستعمل ما يسمى (بالدربيل) - التليسكوب - في رؤية الهلال؟
المجيب محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله -
الجواب:
الطريقة الشرعية لثبوت دخول الشهر أن يتراءى الناس الهلال، وينبغي أن يكون ذلك ممن يوثق به في دينه وفي قوة نظره، فإذا رأوه وجب العمل بمقتضى هذه الرؤية صوماً إن كان الهلال هلال رمضان وإفطاراً إن كان الهلال هلال شوال، ولا يجوز اعتماد حساب المراصد الفلكية إذا لم تكن رؤية، فإن كانت هناك رؤية ولو عن طريق المراصد الفلكية فإنها معتبرة، لعموم قوله النبي – صلى الله عليه وسلم – (إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا) رواه البخاري (1900)، ومسلم (1080).
أما الحساب: فإنه لا يجوز العمل به ولا الاعتماد عليه.
ومن الفتاوى الإفتراضية على طريقة الجاحظ في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين حيث سأل أحدهم شيخه إذا جاء رمضان مع العيد الأضحى أنحج أم نصوم؟!!
وأخر صاغ مسألة فقهية هذا نصها : إذا حمل أحدهم قربة فيها فساء ومشى بها في السوق ... هل هذا ينقض الوضوء؟!
ماعلينا المهم أن نوضح مسألة فوضى الفتاوى وغرائبيتها ليس مرجعها المفتى الذي يحاول الإجابة على مستفتيه , بقدر ما مرجعها إلى غرابة صياغة الأسئلة ومرجعية السائل وهذه طائفة
كل هذه الفتاوى عن مسألة الصوم ورمضان وغيرها تتكرر كل عام ولا أحد يحفظها , ومولد فتاوى ... عموماً الغضب أو إفتعال الغضب غير مفطر حتى لا يحتج أحدهم علينا ويقول اللهم إني صائم وكأنه بيهددنا !!
عيون الليل نفسه
مدونة تهتم بنشر الوعي النقدي حول الإسلام
أيمن عبد الرسول
- أيمن عبدالرسول
- القاهرة, Egypt
- كاتب مصري، نائب رئيس تحرير موقع الأزمة أون لاين، باحث في الإسلاميات التطبيقية, مصري جداً مؤلف كتابي (في نقد الإسلام الوضعي)و(في نقد المثقف والسلطة والإرهاب)المدير التنفيذي للمركز المصري لدراسات المواطنة والحالة الدينية في مصر،كاتب عمود في العديد من الجرائد والصحف المصرية والعربية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
صرح من غير متجرح