الأربعاء، 19 أغسطس 2009

د. نصر حامد أبوزيد:القمني ضحى بمشروع محترم بحثاً عن الشهرة!!

د. نصر حامد أبوزيد:القمني ضحى بمشروع محترم بحثاً عن الشهرة!!
مستقبل البحث العلمي في مصر صفر!!
عبدالصبور شاهين رجل طيب!!
من حق الإخوان أن يتواجدون على الساحة السياسية!!
سيد قطب مفكر ثقيل ,والسياسة قضت عليه !!
حوار:أيمن عبدالرسول
تصوير : عبدالله ضيف
الحوار مع الدكتور نصر حامد أبو زيد له إستعداد لأنك تحاور باحث من العيار الثقيل , وتم تكفيره قضائياً في سابقة هي الأولى من نوعها , في القضاء والقدر , ورغم إجتهادات الرجل التي لا تشتغل على العقيدة أو الشريعة الإسلامية , ولكن على علم الخطاب , وهو تخصص لغوي دقيق , سألناه عن رأيه في مكفره الدكتور عبد الصبور شاهين فقال عنه أنه رجل طيب ودافع عن حق الإخوان في ممارسة العمل السياسي , ووصف د. سيد محمود القمني بنقص أدواته البحثية وسعيه خلف إغراءات الوسط الثقافي , جانب من ذكرياته وإنطباعاته , في السطور القادمة
عن البدايات والنشأة قال:
ككل أبناء مصر تقريباً ولدت في قرية قحافة , تتبع طنطا بالغربية, لأسرة متوسطة الحال ريفية, حفظت القرآن في كُتاب القرية ... بدا لأبي أن طريق الدراسة في الأزهر طويلة و شاقة ومرهقة مادياً
انتقلت إلى التعليم المدني , وكنت قد تجاوزت السن المقررة للتعليم , ومع ذلك عندما وصلت المرحلة الإعدادية ,قرر الأب عدم إستكمال تعليمي بالثانوية العامة وأختار دبلوم الصنايع وفعلاً توفلى الأب وأنا في السنة الأولى , وتخرجت لأعمل فني لاسلكي , إلا أنني قررت إستكمال دراستي في الثانوية العامة (منازل) ودخلت الجامعة وأخترت اللغة العربية تخصصاً بكلية الأداب القاهرية وباقي المسيرة معروفة
أحلام زمان
_ رهانات الشباب د. نصر كيف كانت وإلى ما صارت ؟!
_ في سن الشباب , من عشرين لثلاثين , لم أكن شاباً تماماً , فقد كنت شريكاً لأم مصرية بصفتي الأخ الكبير ولأسباب أخرى في إرساء سفينة الأسرة على بر الأمان, لذلك لم أعرف ما يسمى بمرحلة الشباب الإعتيادية , ومع كلٍ , شَكْل إنشغالي بقضية الوصول بالأسرة إلى حد الأمان هو الخيار الإجباري في تلك المرحلة , وتجاور مع الهم الشخصي الهم العام وهو الإنشغال بقضايا المجتمع في ذلك الوقت, فليس ثمة إنفصال بين الشخصي والعام وكنت أعمل أيضاً فني لاسلكي بجهاز الشرطة وهذا يضعك أيضاً في خضم المشكلات اليومية
والمعاناة اليومية , كما أن جهاز الشرطة كان ومازال فضاء ممثل لعلاقة الناس بالسلطة وعلاقاتهم العملية , وهكذا تجاوبت الهموم العامة مع هموم الوطن , وهنا حدث مايسمى بالنضج السياسي ,أنك تعرف العالم وتتعرف عليه منه , فيه بلا وسائط , هنا تعرفت على الثورة والتحول الإشتراكي والحراك الإجتماعي الذي أحدثته الثورة , ثم الحزن على تعرجاتها وأكلها لأولادها , هذه الثورة التي منحتنا أملاً مالبثت أن بدلته يأساً في نكسة السابع والستين!!
النكسة .. قتلت الحلم !!
- وماذا بعد الرهان ؟ !
- كلنا كجيل راهنا على التحول الإشتراكي وتقدم القومية العربية , ولكن البعض لم يكن رهانه مجاني كان ثمة رهانات نقدية , مشروطة بشروط تحقق الأحلام , إلا أن هزيمة سبعة وستين عملت نوع من الإنكسار في هذا الحلم , إنكسار عبر عن نفسه في أشكال كثيرة جداً , منها المراجعات وإعادة قراْءة التراث , ومثله النموذج الفذ زكي نجيب محمود , في هذه الرهانات حدث إنتكاسات أخرى منها , النصر الذي تم تحويلة لأسباب تتعلق بطبيعة السلطة آنذاك وخياراتها إلى إنكسار أخلر يضاف للقائمة القاتمة , والرهانات تختلف فأنا رأيت أن الدمج بين الشخصي والعام حدث به شروخ , فأصبحت رؤيتك الخاصة بحاجة إلى إعادة نظر , وإنتماؤك لجماعة من المثقفين لها رؤية خاصة , تتناقض مع الرؤية العامة المطروحة فتتحول إلى الرهان على نقد الواقع سواء كان هذا الواقع ثقافي أم سياسي , وأنا راهنت ومازلت أراهن على النقد وتعميق الوعي النقدي لدى من أحتك بهم من تلامذتي , ومحاولة تفكيك البنية الذهنية التى قامت على الإستبداد , تحول هذا الإستبداد إلى فساد مشهود يعاني منه الجميع , ورأيِ هو أننا بحاجة إلى إسترتيجية المقاومة بكل معانيها الفكرية والسياسية والإجتماعية .. إلخ وقد بدت هذه المقاومة في الوجود على سطح المجتمع المصري الآن في هيئة تجمعات تحاول التصدي لهذا الفساد بشكل المقاومة وهذا على ما أعتقد الرهان الذي أراهن عليه الآن وهو الذي يحكم مواقفي التي يراها البعض أحياناً متناقضة , وخاصة مقاومة فقر الفكر بوصفه عملي كأستاذ جامعي , وناقد للفكر , والنقد هو الأساس وهو غير موظف لصالح خطاب بعينه , وهذا ما يجعلن أعاني سوء الفهم والتفاهم أحياناً سواء هنا في بلادي العربية أو في الغرب , خاصةً بع الحادي عشر من سبتمبر , وهذا يجعلك لا شرقي ولا غربي لأنك متمسك بقيمة , لامكان لها في الصخب السياسي , وهي قيمة شجاعة النقد لصالح معقولية الخطاب!!
- مفهوم الحب عند د. نصر ؟!
- ضحك وقال: تورطت في إحساس مبكر بالأبوة , يجبرك على تحمل المسؤلية , ومن المفارقات أنني عندما كنت مراهقاً .. كنت أتولى تربية مراهقات وعليك تخيل المأساة , ولكن هذه التجربة بكل مأسيها علمتني أهمية أن يكون الإنسان قادراً على الإختيار , ومن هنا ومع إخواتي النين أو البنات وبالمناسبة كلهم تزوجوا قبلي !! كنت أحرص على أن يختار كل منهم شريك حياته باستقلال تام , حتى يتجنبوا المشكلات الزوجية المستقبلية , ومع ذلك كانت حياتي العاطفية مبكرة جداً , تجاربي العاطفية أتذكرها بوضوح , كلها تبدأ بالإعجاب , ثم الإقتراب , والإتفاق على الفراق !!
وكلها فشلت لأسباب تتعلق بظروفي المادية والمجتمعية , وربما كان فيلم إنتبهوا أيها السادة , أصدق تعبير عن تحولات المجتمع المصري وقتها , ووزن الرجال بما يحملونه من مال !!
فهي تجارب الحب الذي لا يكتمل بالزواج , قد عوضني الزمان بالدكتورة إبتهال سالم !!
أقاطعه , ولكن هذه أضحت قصة عشق علنية !!
يضحك ويستطرد : ولكننا لم نختر الإعلان عنها هي صارت هكذا لأن البعض قرر أن يحبط هذه التجربة .. وأن يجعل من نفسه وصياً عليها .. لكني أقدر الحب جداً , والأن انا مسئول عن قبيلة أولاد أخواتي , أحارب من أجل حرية البنت في الإختيار, فغياب الحب الأن أصبح مشكلة , والمجتمعات اتي تنظر للحب بازدراء مجتمعات تموت روحياً .. المهم أن يظل الحب قيمة إنسانية راقية تحرك الناس نحو الحياة بشكل أفضل .. الحب بكل أطيافه , وليس تلخيص الرجل في كونه ذكر أو المرأة على أنها أنثى !!
الغربة
- من قحافة إلى أمستردام كيف كانت الرحلة , وكيف تنظر إليها الآن ؟!
- يضحك ويقاطعني , لأ .. من قحافة إلى القاهرة أولاً , لايدرك هذه الغربة إلا أبناء الأقاليم الذين يعانون مثل هذه الإغترابات , ثم من القاهرة إلى الولايات المتحدة في السفر الأول , ومن أمريكا إلى اليابان , تجارب تبدأ وانت محمل بأسئلتك ولست صفحة بيضاء , وهناك فرق كبير جداً بين الحالين , فأنا سافرت أمريكا وعمري 29عاماً , ومخلص ماجيستير , أدركت ميزات ثقافتي وأنا مغترب في أمريكا, نعم كنت أرى بعض الأشياء على أتها عيوب عرفت من هناك أنها مميزات !!
النقلة من أمريكا لليابان نقلة كبيرة , هذا منحني إدراك بأن ماتحبه وتكرهه إبن الثقافة التي تربيت عليها , وليس من المفترض أن تصدر أحكاماً على الأخرين دون معاينة شروط ثقافاتهم !!
أول ما وصلت اليابان كانت رائحة الطعام مزعجة جداً لي , وهذا ليس بسبب نوع الطعام بقدر ماهو بسبب تعودي على روائح أخرى , وحدث العكس عقب عودتي إلى مصر , المسألة لها علاقة بالثقافة وليس الذوق!!
ومن هنا استفدت درساً مهماً , وهو تعدد الرؤى والثقافات والتنوع ليس معناه أن هناك مفاضلة وأن هناك رؤيا أفضل من الأخرى , بل كل رؤية متسقة مع ميراثها ومنطقها الداخلي المتماسك !!
ولذلك لما ذهبت إلى هولندا , لم أكن مندهشاً , بل بالعكس فالثقافة الأوربية والأمريكية حاضرة لدينا في الإعلام بشكل كبير غير الثقافة اليابانية , وأنا إحتكيت بالمجتمع الأوروبي من خلال المؤتمرات والقراءات , وفي توقيت الحادثة ( يقصد قضية التفريق بينه وبين زوجته بسبب تهمة إرتداده عن الإسلام بناء على كتاباته ) سافرت إلى ليدن آملاً ككل المصريين أن هذه القضية ستنتهي إلى صفيحة الزبالة بيد القضاء المصري العادل , ولكن أتت الرياح بما لاتشتهي السفن وكان ماكان من أمر الغربة !! ولكل ضارة كما يقولون بعض النفع , ففي الغربة تعرفت على الإسلام من رؤى متعددة , أدرس لطلبة إندونيسيين , وأتراك , وإيرانيون وغيرهم وهو الأمر الذي دفعني للتعرف على هذه الثقافات والتي أنتجت هذه الأشكال من الإسلام , وهذه أحد ميزات الغربة أن تفتح عدسة إدراكك للأشياء , ولكن لم أشعر بالغربة , إلا نظراً للظروف المحيطة بالمسألة , وانا نجحت في العلاج !!
- وكيف عالجت القضية بينك وبين نفسك ؟ !
- شوف المجتمع كان في حالة إحتقان وقتها ويبحث عن ضحية , من وسط المثقفين وما حدث مع الباحث سيد القمني بعد جايزة الدولة التقديرية دليل على أن القضية ليست في الشخص . وأن أى حد ممكن يروح ضحية هذا الإحتقان !!
- الجانب العلمي في حياة نصر أبو زيد , بعد مفهوم النص ونقد الخطاب الديني , متى فررت الخروج من خلف أسوار الجامعة ؟
- مندهشاً يرد أولاً أنا لم أنحسر يوماً داخل الجامعة , ثانياً , لي كتابين مهمين قبل هذه الكتب التي اشتهرت مع القضية لم أقررهم يوماً على الطلبة ومع ذلك كانوا يقرأونهما بانتظام , هما فلسفة التأويل , والتأويل العقلي , ومع ذلك كان كل بحث بدايته سؤال , ينتهي بي إلى سؤال جديد وهكذا وهذا المنهج الذي أعتمده في دراساتي وأبحاثي العلمية !!
- موقفك من الحجاب ؟!
- ليس لي موقف من الحجاب أو اللا حجاب فلدي إخوات محجبات ومنتقبات بالمناسبة , الذي أنا ضده هو التعنت في وصفه بأنه فريضة إسلامية , فالفرائض خمسة لا نعرف متى تمت زيادتها !!
فالحجاب ليس فريضة . ونصوص القرآن الأخلاقية الخاصة بغض البصر تصير على الرجل والمرأة بالتساوي . ومن هنا قلت النكتة المعروفة في الجامعة الأمريكية , إذا كان على السيدة الجميلة أن تحتجب إتقاء للفتنة , فالرجل الجميل أيضاً عليه أن يحتجب حتى لاتفتن النساء!!
- الإحتقانات الطائفية , من وجهة نظرك مسئولية النظام أم الخطابات الدينية؟
- بصراحة النظام مسئول بشكل أساسي لأنه تخلى عن مهامه تجاه مواطنية , ومن جهة أخرى , يستغل الخطاب الديني السياسي سواء كان إسلامياً , أو مسيحياً الكنيسة تملأ فراغ دولر الدولة , في حماية مواطنيها وهنا تبدأ المشكلة , والصراع على الوعي السياسي , بين الخطاب الديني المستقطب للطرفين , والذي ينتصر في النهاية لوعيه المقتصر على رؤيته الوحدوية , وتنتج الإحتقانات في غياب سيادة سلطة القانون وتدخل اوطن في قيامه بحماية مواطنيه !!
ثم ما دخل الشرطة فيمن يتنصر أو يتمسلم , فكلا الخطابين لم يكن ليجد سلطته , إلا في غياب دولة القانون والمواطنة , وحقوق الإنسان !!
- سألخص لك بقية الأسئلة في جمل تقول لنا ماذا تمثل في قاموسك ؟
التكفير؟
- عكس التفكير.
- الحرية؟
- عكس الإستبداد.
- الإصلاح الديني؟
- نحن نريد الثورة الدينية، ولكن الإصلاح الديني تم الى درجة ما، نريد ما وراء الإصلاح الديني.
- طنطا، قحافة؟
- قحافة، بلدي واهلي.
- الزواج؟
- تجربة ناجحة بما معنى قابلة للتكرار وهذا يغضب زوجتي.
- هولندا , أنا لا أعيش فيها فقط أسكن بها
- إبن رشد؟
- د. حسن حنفي؟
- اليسار الآسلامي وأنا نقدته!!
- د.محمود إسماعيل ؟
- قدم دراسة إجتماعية للإسلام من منظور إيديولوجي!!
- د.جابر عصفور؟
- يحاول طرح خطاب مفتوح في مجالات عدة بلا بؤرة إرتكاز!!
- د. عبدالصبور شاهين
- إبتسم وقال: رجل طيب
- سيد قطب
- مفكر وناقد هايل لايمكن إنكار فضله على الدراسات القرآنية , لأسباب ما تحول خطابه إلى خطاب عداء لما كان يراهن عليه!!
- د. سيد القمني ؟
- دخل مجال في البحث كان يتطلب أدوات مثل اللغات السامية والأجنبية لكن بسبب إغراءات الوسط الثقافي , ترك مشروعه وتفرغ للبحث عن السهرة !!
- مستقبل البحث العلمي في مصر
- صفر!!
- الإخوان المسلمون ؟
- فصيل سياسي ذو بعد تاريخي من حقه أن يمارس عمله ككل الفصائل السياسية على أرض مصر!!
نشر بعيون الليل عدد5-18-8-2009

هناك تعليق واحد:

  1. أعتقد أن سطراً للمسئول سقط سهواً بين سطرين للسائل, تحديداً هو الرد على "- إبن رشد؟".

    ردحذف

صرح من غير متجرح