سيد القمني: ساوريس لايصرف علي وهناك طابور خامس في قنواته ضد الدولة المدنية!!
أيمن عبد الرسول
aymanarasol@gmail.com
بين التهديد بالقتل في 2005والتراجع الذي ثبت انه تكتيكي,وجائزة الدولة التقديرية2009والتي سبقتها عودة الدكتور سيدالقمني للكتابة التي كشف لنا انه لم يتو قف عنها طوال فترة التراجع الأجباري عن النشر,تحت وطأة التهديد بالقتل,والحماية الحكيمة لأسرته أسرار كثيرة , لم تكن لتتفجر لو إعتراض قبيلة المكفراتية على الجائزة التي يرى كاتب هذه السطور أنها تقدير متأخر لرجل عرفته عن قرب , وناقشت معه اجتهاداته المثيرة لأنها تسبح ضد تيار السائد والمألوف في الدراسات التراثية, سواء على التاريخ السياسي للإسلام , أو على التاريخ الديني لمنطقة شرق المتوسط , ذهبت الى د. سيد مُحملاً بالعديد من علامات الاستفهام , وعدت أكثر تعجباً ودهشة, على قدرة الرجل العلماني المقاتل الذي لاتزيده المحن إلا صلابة في الرأي رغم المرض, قوة في الإرادة , رغم الوهن الوطني العام الذي نعيشه , والتخليات التي يعانيها تكشف له أن الإيمان بالوطن أقوى من التعويل على المواطن الذي تحارب من أجله فيتركك وحيداً , في متاهات سوء الفهم والتفهم , ويبقى سيد القمني مُصراً على الإنتصار فلا تملك إلا السؤال كيف ولمَ؟!
بثقة العارف بالطبع أننا شعب طيب ومتسامح يدين القمني كل الذين استثمروا المحنتين , الأولى في تكذيب تهديده وتفسير تراجعه , والثانية في نفي استحقاقه لما ناله من تقدير الدولة المدنية , رغم مواقفه التي لاتنسى ولم تتبدل , مع محنة نصر حامد أبو زيد حين اقترح كتابة بيان يوقع عليه الصحفيين المتضامنين مع د. نصر ينص على أننا جميعاً نؤمن بما يقوله نصر وبالتالي على المحكمة التي تحاكم أبو زيد أن تحاكمنا جميعاً معه , وغيرها من المواقف التي أساء المغرضون فهمها وتأويلها,ماعلينا – علينا أن نتحلى بالصبروالشجاعة – عندما يقول لنا سيد أن أحداً في محنته الأولى أثناء محاولة التشبث بأمل مقاومة التهديد بالقتل لم يقدر الظرف العائلي للرجل,بل وشكك البعض في أن الحكاية كلها تمثيلية ألفها وأخرجها وقام ببطولتها سيد القمني,ولكنه فقط اعتذر عما كتب وتوقف عن النشر,ولم تُسحب كتبه من السوق,ولم يعرض حياته لمغامرة التحدى فلا ينفع بناته أحد إذا سقط الجسد ضحية التكفير,والاغتيال البدني بعد المعنوي
سيد القمني كان يكتب وقت الصمت,عدم النشر كان شرط القاتل,فكان التمرد رد المهدد بالقتل,يتهمه البعض بأنه يتم تمويله من المهندس نجيب ساويرس,رغم النفي الواضح من قِبل القمني الذي لم يبرر لي لماذا لا يحظى التيار العلماني بالدعم المالي من رجال الأعمال الذين يصفون معنا في نفس الصف,وساويرس لايفوت فرصة إلا ويمتدح فيها القمني,ولكن الحقيقة ان القمني تعرض لمؤامرة على حد توصيفه وعلى قتاة ساويرس المصراوية,واتصل به ليخبره بها,وتدخل ساويرس لحل الورطة التي تمثلت في إحضار المُعد لضيف ثقيل يتحاور مع القمني,ويتساءل القمني لماذا تخلى ساويرس عن دعم الجمعية المصرية للتنوير,وكيف يوجد بين قنواته طابور خامس يهدد مشروع الدولة المدنية,ومن يخطط له أجندته الإعلامية , كلها اسئلة مشروعة من مفكر وباحث بحجم القمني !!
إلا أن تفسيراً ذكياً طرحه نصه أن رجال الإعمال جزء من هذا البلد الذي يعاني سوء تربية للدماغ , فهي عقول تعاني من نقص تربية ذهنية , ولاتوجد طبقة ترتبط مصالحها الرأسمالية الوطنية مع التنوير والعلمنة , لأن الاستثمار أصبح غير مرتبط بالأرض , وبالتالي ومع الأنهيار الحاصل للطبقة الوسطى لم يعد ثمة دعم للمثقف بوصفه طليعة التغيير والتقدم ولا دعم للعلم , لأنه من السهل استخدامه مستورداً أو السفر اليه في موطنه , أنها أزمة المثقف المستقل ولا يطلب القمني من ساويرس أو غيره الدعم الشخصي ولا المساندة المالية , لا بل فقط القيام بدورهم تجاه هذا البلد , بل ويعرض العمل مع قنوات ساويرس متبرعاً بجهده الذي لايملك سواه ومجاناً في سبيل تقديم برامج جادة وغير مستفزة بالمناسبة , فالإستفزاز ليس عملنا فقط نقدم مانراه الحق والخير لهذا الوطن الذي لاوطن لنا سواه , وان لم نقم بدورنا تجاهه فقل على الوطن السلام!!
يقترح القمني أن يكون علم مصر حاملاً صورة الأهرامات,فهي تميز وطننا,ولا حاجة لنا بنسر صلاح الدين الذي قمع الشيعة ولا صقر قريش رمز الدولة العباسية,فمن لديه أهرامات غيرنا ؟!
ويعلق على علو الصوت القبطي قائلاً: يجب أن نعترف ببساطة أن القبط يعانون من تمييز طائفي مقيت,وأن الصوت العالي طبيعي في ظل أن كل شيئ أصبح ع المكشوف,ويرصد جيتوهات الأقباط المثيرة للدهشة ويرى أن قضية التنصير أو الأسلمة هم شخصي لايجب طرحه للمناقشة إلا إذا كان لأغراض أخرى,رافضاً إصطفاف الأقباط حول هويتهم الكنسية ويفجر أزمة من العيار الثقيل تخص القوانين الكنسية المقيدة لحرية أقباط مصر,فينصح الكنيسة الأرثوذكسية بالعمل على تحرير المواطن المصري منها,لأنه ليس من الممكن الوقوف ضد الإضطهاد الطائفي من الآخر المسلم,والقبطي يعاني إضطهاد كنسي داخلي فلتحرر الكنيسة ابنائها قبل المطالبة بنفي التمييز,وعلى البابا التحرر من القوانين المقيدة للحريات,فالكنيسة الغربية التي حررت المواطن المسيحي الغربي ليست خارجة عن الناموس,ويقف على رأسها من هم أكثر تشدداً من البابا شنودة الثالث ..
أما عن رؤيته حول مع من يجب أن يقف الأقباط فينصحهم القمني بالاصطفاف بجوار العلمانيين لأنهم حمايتهم ضد التعسف الكنسي من ناحية,ومن التمييز الطائفي من ناحية أخرى ويضرب لهم مثلاً بالهند التي تشبث مسلميها بالعلمانية,وهم أقلية فحصلوا على امتيازات معتبرة وتحت المظلة العلمانية,فلماذا يُصر القبط على الاحتماء بالكنيسة في مقاومة الطائفية؟!
من القضايا الشائكة في أسرارالتراجع والتراجع عن التراجع,يقول القمني أنه فوجئ بالتجاعل الأمني لتهديده بالقتل من قبل تنظيم القاعدة أو جماعة الجهاد مصر,ولم يعتن أحد برسائل التهديد وما تخمله من إشارات,وتنبيهات,لافتاً إلى دور غائب للدولة بجهازها الأمني في حماية مواطنيها من الغدر الإرهابي,ويشير إلى الدور السلبي الذي لعبه أصدقاء الأمس – بدون ذكر أسماء – وقت محنته,وخاصة مجلة روزاليوسف التي رفضت نشر بيان التنحي عن النشر وبراءته من ما أسمته الجماعة الإرهابية,كُفريات سيد القمني,وغيرها من المواقف الكاشفة للعدو والصديق .. ويعتب على صحيفة الأهالي الغياب صمتاً عن معركته الحالية
سألته لماذا لاتكتب في المصري اليوم,فقال: أنها جريدة رديئة لاتعرف من يديرها , رغم ملكيتها لأثنين من رموز الوطنية الرأسمالية صلاح دياب و نجيب ساويرس, ولكن يكفيها رداءة ما تسمح به من قلة أدب شخص مثل بلال فضل,الذي يشترط فلترة الرد عليه تصور!!
وهذه علامة استفهام أخرى حول رجال الأعمال ومصالحهم المختلة , وميزان تنويرهم الجائر,ولا تعليق وفي النهاية أكد لي أنه لم يخض معركته بعد وأنه لن يتراجع عن النصر على أعدائه وسيقاضيهم ويفضحهم بما يملك من أوراق لم يلق أياً منها على أرض المعركة بعد,ويُصر على الإنتصار لمصر الدولة المدنية,والعلمانية التي لاتحرم مواطناً من حقوقه,ولا تعيقه عن أداء واجبه تجاهها... معجب بشجاعته ورهانه على العقل في مجتمع ضد التعقل ,وحقوق الإنسان في بلد يهدم الإنسان , وأذكره بفرج فودة . فيقول : رب إني مغلوب فانتصر!!
مدونة تهتم بنشر الوعي النقدي حول الإسلام
أيمن عبد الرسول
- أيمن عبدالرسول
- القاهرة, Egypt
- كاتب مصري، نائب رئيس تحرير موقع الأزمة أون لاين، باحث في الإسلاميات التطبيقية, مصري جداً مؤلف كتابي (في نقد الإسلام الوضعي)و(في نقد المثقف والسلطة والإرهاب)المدير التنفيذي للمركز المصري لدراسات المواطنة والحالة الدينية في مصر،كاتب عمود في العديد من الجرائد والصحف المصرية والعربية
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذفالى غير معروف المسلم طويل اللسان وتعليقاته المبتذلة مش منتظر من مسلم مجهول وطويل اللسان غير قلة الأدب والسفالة والإنحطاط
ردحذف