أيمن عبد الرسول
Aymanarasol@gmail.com
المتابع لتاريخ الجماعة المحظورة , رغم إنتشار دعاتها والموالين لها في كل أرض مصر , سواء كانوا أعضاء أو أصدقاء أو متعاطفين , سيلحظ إذا تحلى بشيئ من الحياد للوطن لا مصالحه الشخصية , أن منهج الجماعة في التعامل مع الحكومات المصرية التعاقبة من لدن حكومة صدقي باشا إلى حكومة د. أحمد نظيف ؛ لم يتغير رغم تغيير الزمان وأساليب إدارة اللعبة السياسية الإصرار على العمل تحت الأرض رغم عدم حظر اللعب في النور , ويتعلل منظروا الجماعة إن كان لديهم منظرين , بأن تحويل النظام لملف الجماعة من ملف سياسي إلى ملف أمني هو السبب , مع الحرص على عدم توضيح دور الإخوان في هذه اللعبة , فالإخوان دائماً مايحبون لعب دور المفعول به , من قِبل النظام وأمام الناس , ولكن ولأنهم يحبون إحراج النظام إيضاً فهم يبررون لعب النظام معهم- بمنطقهم- بخوف النظام منهم وأنهم يُشكلون قوى من شأنها إحراج النظام المصري أمام العالم حيال الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ,وعلى الجانب الأخر لايع مدعي الديمقراطية في مصر , أنهم إذ يدافعون عن حق الإخوان في التواجد السياسي العلني إنما يحرجون الإخوان لا النظام !!
كيف ؟!
أولاً: الكل يعرف أن ملف الإخوان لم يتحول من سياسي إلى أمني , إلا بعد تجربة مُرة عاشها المجتمع المصري كان الإخوان فيها قد بلغوا من تقويض دعائم المجتمع المدني فيها مبلغاً عظيماً , وتم لهم ولأعوانهم المتحالفون معهم ضد النظام والمجتمع معاً السيطرة على أندية أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية , والنقابات المهنية , والنوادي والجمعيات , باختصار تم للإخوان حلم الإختراق بجناحيه المجتمعي عن طريق خطة التقويض التى أعدها الطبيب عبدالمنعم أبوالفتوح , تزامناً مع خطة التمكين الإقتصادي التى صاغها المهندس الشاطر خيرت !!
ثانياً: ماذا كان ينتظر الإخوان من النظام وهو يرى أناس أخرجهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات من السجون ليتأمر بعض الخارجين منهم عليهم على قتل الرئيس ؟!
وكيف لم يتأثر الرئيس محمد حسني مبارك بهذه الخلفية , وتعامل مع دعاتهم على مايعلنون لا مايبطنون , فإذا أدعوا أنهم فصيل سياسي لم يكذبهم ودخلو معترك الحياة السياسية المصرية تحت شعار الإسلام هو الحل وأقاموا التحالفات مع الوفد والعمل وغيرها من القوى الوطنية ذات الغطاء الحزبي الشرعي , ولم يتعرض لرجالهم أحد من رجال الأمن ولا السياسة , بل وصل الأمر بأن الإخوان وملفهم تابع لرياسة الجمهورية لا لأي جهة أخرى ونسينا أو حاولنا أن ننسى التراث الدموي للإخوان من النظام الخاص إلى إتهامات طالت قائده المغضوب عليه عبدالرحمن السندي بإغتيال مرشدهم العام الأول والمؤسس حسن البنا في 1949 , حاولنا نسيان أنهم كانوا يدبرون حوادث الإغتيالات , ثم يصدرون بيانات التبرؤ منها فيدفعون مرتكبيها إلى الجنون لأنهم بعد أن نفذوا الآوامر يوصفوا بأنهم ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين !!
ثالثاً: ماذا فعل الإخوان المسلمون الذين يكرون بما عدا إنتمائهم للإسلام , وبالتالي يحلمون طول الوقت بإعلان مصر الإسلامية , والتخلص من مصر المدنية العلمانية ؟!
لقد أعدوا العدة لإستلام كل أرض مصر وتوزيع الغنائم على الفائزين من المخلصين للفكرة الإسلامية وبدأ حزب العمل الذي كان إشتراكياً في وضع حكومة ظل للإخوان وتم توفير المال اللازم لإعلان الثورة الإسلامية على الطريقة الخومينية , هنا في مصر مستغلين ماحققوه من إنجازات في جناحي الخطة بين التقويض والتمكين , إلى أن كشفت المفارقة الأمنية عن قضية سلسبيل , وكانت قضية غسيل أمول إلا أنها أوضحت الكثير من الخطط الإخوانية المعتمدة على تعامل النظام معهم بصفتهم فصيل سياسي معارض , وكشفت أيضاً عن محاولة إختراق لنظم المعلومات في أجهزة حساسة للدولة عن طريق شركة خيرت الشاطر (سلسبيل لأنظمة المعلومات والحاسب الآلي ) !!
رابعاً: كشف تعامل النظام مع قضية سلسبيل عن تعاطف كبير مع شخصيات إخوانية حققت شعبيتها وأهدافها على حساب النظام , والمزايدة على مواقفه سواء في حرب الخليج الأولى أو الثانية , ومع كل ماإرتكبه الإخوان من جرائم ضد المجتمع المصري يتهمون النظام بالتجبر والظلم . رغم أن لاأحد ممن يسيئون للإسلام في جميع أنحاء العالم ولا من لدن إبي لهب , قد بلغ به الإساءة التى يقوم بها الإخوان للإسلام الذي يدعون الحديث بأسمه أناء الليل وأطراف النهار , أما لماذا فنظرة إلى الحركات الإرهابية الدموية بدءاً من تنظيم التكفير والهجرة , مروراً بالجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد والقاعدة التى أسسها عبد الله عزام , بمعاونة أسامه بن لادن وأيمن الظواهري , وحماس وحزب الله وغيرها من المنظمات الإرهابية ذات المرجعية الإسلامية كلها بلا تجني مجرد عوارض بسيطة من منجزات الإخوان المسلمون في سبيل نصرة الإسلام !!
خامساً وأخيراً : لم يتغير منهج الإخوان في التعامل مع النظام . فلماذا يتغير منهج النظام ؟!
إننا نحذر كل من يحاول الضغط على النظام المصري في قضية الديمقراطية ليس خوفاً من الجماعة المحظورة ,ولكن خوفاً على مستقبل هذا الوطن , بأقباطه ومسلميه , بهائيه وملحديه , فمصر التى آوت كل المضطهدون على مر العصور من النبي إبراهيم ويوسف الذي تخلص منه إخوته وموسى والمسيح وأمه العذراء لن تضيق أبداً بالديمقراطية ولا بالإسلام ولكنها تضيق وتطبق قوانينها على من لا يرجو للوطن أمانً ولمواطنية السلام , ولذلك نقول لكل من يدافع عن حق الإخوان في التواجد السياسي , إرجع أولاً لتاريخ هذه الثلة من الخارجين على ملة الوطن , وإذا لم يكفروك ويهدروا دم الوطن تعالوا , إلى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم , نصها , الدين لله , والوطن لمواطنية بلا تمييز ديني !!
وهكذا سوف يصبح لامبرر إطلاقاً للحديث عن تيار سياسي ديني إسمه الجماعة المحظورة , ولامرشد عام ولا أي صورة من صور التزييف الديني في الوعي السياسي !!
جريدة روزاليوسف اليومي - الأثنين-7-9-2009
مدونة تهتم بنشر الوعي النقدي حول الإسلام
أيمن عبد الرسول
- أيمن عبدالرسول
- القاهرة, Egypt
- كاتب مصري، نائب رئيس تحرير موقع الأزمة أون لاين، باحث في الإسلاميات التطبيقية, مصري جداً مؤلف كتابي (في نقد الإسلام الوضعي)و(في نقد المثقف والسلطة والإرهاب)المدير التنفيذي للمركز المصري لدراسات المواطنة والحالة الدينية في مصر،كاتب عمود في العديد من الجرائد والصحف المصرية والعربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
صرح من غير متجرح